فاز الشاعر السعودي ناجي بن علي حرابة بجائزة “شاعر شباب عكاظ” وهي الجائزة المخصصة للشعراء الشباب وذلك لقصيدته “عناقيد من خابية الوطن”. وبهذه المناسبة قال الشاعر ناجي حرابة ل “المدينة”: إن جائزة سوق عكاظ تشكّل اعترافاً حقيقياً ودعماً سخياً للشعر والشعراء وتشكّل نوعاً من التحية والعرفان والدعم لبعض الأسماء التي كرّست نفسها لقضية الشعر والأدب. وعبّر حرابة عن شكره للأمير خالد الفيصل واللجنة المُحكّمة، معتبراً الجائزة ليست تكريماً شخصياً بقدر ما هي تكريم للشعراء السعوديين الشباب. وأضاف: لا أستطيع في هذه اللحظة أن اختزل سعادتي بجائزة كبرى وهي جائزة شاعر شباب عكاظ، لأنها انعطافة حقيقية وكبرى في مسيرتي الشعرية وتحفيز كبير لأكون قريبا جداً من القصيدة. وأشار إلى أن فكرة المشاركة أتت له من العام الماضي عندما تم الإعلان عن الجائزة ولم أكن أتوقع أن أنالها ولكن كان لديّ الطموح الكبير لنيلها. وعن مشاركاته الشعرية في الأندية الأدبية، قال ناجي: أنا دائماً ما أتفاعل مع فعاليات نادي الأحساء الأدبي ونادي الدمام الأدبي وأنا ممن يحضر تلك الفعاليات وقد كان لي ديوان “شفة التوت” من طباعة نادي الأحساء الأدبي وهذا دليل على علاقتي الكبيرة مع النادي. وألمح ناجي إلى أن أنظمة الأندية الأدبية منعته من الانضمام العضوي لها، ولكنه أكد في نفس الوقت علاقته الحميمة مع ناديي الأحساءوالدمام. وعن فورة الشعر في الوقت الراهن، قال: أصبح الحراك الثقافي والأدبي الآن أكثر نضوجاً وأكثر حركة ولكن ينقصها الآن التفاعل من الشعراء والأدباء، وعلى الأندية الأدبية أن تفتح ذراعيها للأدباء والشعراء وتعطي مساحة أكبر لهم وبالتالي سوف يكون هناك تفاعل كبير وكبير جداً. وتمنّى ناجي بألاّ يكون في يوم من الأيام عضواً في أي من الأندية الأدبية، معتبراً بأنها ستمنعه من مواصلة تجربته الشعرية. ناجي بن علي حرابة الشاعر ناجي بن علي حرابة من مواليد الأحساء ويعمل معلماً للغة العربية. ألتحق بمنتدى الينابيع الهجرية قبل ما يزيد على الخمسة عشر عاما وهو أحد الشعراء المبرزين. فاز بكثير من الجوائز الشعرية المهمة. له حضور متميز في المناسبات العامة، كما أحيا كثيراً من الأمسيات الشعرية داخل وخارج المملكة. له عدد من المقالات والكتابات النقدية منشورة في المنتديات والصحف المحلية. أصدر حتى الآن ثلاثة دواوين، الأول “عندما يبتسم الوجع” 1425ه، والثاني “شعلة من جبين الحسين عليه السلام” 1428ه، والثالث “شفة التوت” 1431ه، وله ديوانان مخطوطان: “فمي والعنقود الأحمر”، و”محاكمة”. نال المركز الأول في مسابقة الشعر في الأسبوع الثقافي الرابع لجامعات ومؤسسات التعليم العالي لمجلس دول الخليج عام 2001 م، والمركز الأول في مسابقة القصيدة الشعرية للأعوام الجامعية من 1422ه حتى 1424ه، والمركز الأول في المسابقة العشرين لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في مجال شعر الفصحى، والمركز الثاني في مسابقة “سدرة وبردة” عام 1431ه. قصيدة “عَنَاقِيدٌ مِنْ خَابِيَةِ الوَطَن” عَنَاقِيدٌ مِنْ خَابِيَةِ الوَطَن بِتُرْبِكَ بَذْرُ النُّوْرِ بالحُبِّ زُرِّعَا فَأَنْبَتَ أشْجَارَ الشُّمُوسِ وأَفْرَعَا هُنَا الضَّوءُ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِيْ عَلامَةٌ عَلى أَنَّ صُبْحَ الأرْضِ مِنْكَ تَشَعْشَعَا بِغَيرِكَ لَمْ يَقْدَحْ زِنَادٌ دُجَنَّةً ولَوْلاكَ لَمْ تَلْقَ المَشَارِقُ مَطْلَعَا هُنَا ذَاتَ وَحْيٍ فَوْقَ ثَغْرِ ( حِرَائِنَا ) تَفَتَّقَ آيٌ فَجَّرَ الحَرْفَ مَنْبَعَا سَقَى وَطَنِيْ مَاءَ الهُدَى صَافياً فَمَا عَلا سَعَفٌ فَوْقَ النَّخِيْلِ سِوَى دُعَا ومَا تَلْكَ هَامَاتُ الهِضَابِ وإِنَّمَا ظُهُورُ جِبَالٍ أَدَّتِ الفَرْضَ رُكَّعَا هُنَا اصْفَرَّ وَجْهُ الرَّمْلِ فَرْطَ خُشُوعِهِ فَمَا مَالَ عَنْ دَرْبِ الهِدَايَةِ إِصْبعَا فَيَا وَطَنِيْ قَدْ جِئْتُ أَهْمسُ أَحْرُفاً مِن الحُبِّ هَلَّا مِلْتَ أُذْناً لِتَسْمَعَا سَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِ الوَلاءِ حِجَابَهُ فَلَسْتُ بِمَنْ يَهْوَى الوَلاءَ مُبَرْقَعَا ولَسْتُ بِمَنْ شُقَّتْ ثِيَابُ وَفَائِهِ فَلَمْلَمَ أَسْمَالَ الرِّيَاءِ لِيَرْقعَا أَيَا وَطَنِيْ قَبَّلْتُ عَشْرَ أَنَامِلٍ بِكَفَّيْكَ مَأْخُوذاً بِحُسْنِكَ مُوْلَعَا غَرَسْتُكَ ضِلْعاً في حَنَايَايَ أَخْضَراً وأَهْوَاكَ حَتَّى لَوْ تَمَرَّدْتَ مِبْضَعَا جُذُوْرُكَ في قَلْبِيْ إِذا البِيْدُ أَنْشَدَتْ فَذاكَ دَمِيْ مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكَ سَجَّعَا خُزَامَاكَ يَنْثَالُ الشَّذَا مِنْ عُرُوقِهِ فَيَضْحَكُ شِيْحٌ شَاءَ أَنْ يَتَضَوَّعَا أَرَاكَ إِذَا فَتَّحْتُ عَيْنِيْ مَعَالماً مِن الحُسْنِ لَمْ يَبْرَحْ بِهَا الجِيْدُ مُتْلَعَا وإِنْ أَنَا أَرْخَيْتُ الجُفُونَ تَزَاحَمَتْ طُيُوفُكَ في عَيْنِيْ لِتَهْطِلَ مَدْمَعَا أُوَزِّعُ رُوْحِيْ في خَلايَاكَ كُلِّهَا لأَحْيَاكَ، بَلْ نَحْيَا الهَوَى خَالداً مَعَا (أَنَا)كَ (أَنَا)يَ المُسْتَهَامَةُ إِنَّهُ إذا مَا دَعَاكَ القَلْبُ لَبَّيْتُ مَنْ دَعَا قَضَى حَسَداً فِيْكَ الزَّمَانُ فَقَدْ فَرَى جَدِيْدَيْهِ تَطْوَافٌ ومَازِلْتَ مُمْرِعَا فَلِاسْمِكَ وَشْمٌ غَائِرٌ فَوْقَ ظَهْرِهِ ولا غَرْوَ أنْ تَرْقَى عَلَيْهِ لِتَطْلَعَا يُسَاوِمُنِيْ فِيْكَ ( النَّشَازُ ) وإِنَّنِيْ بِغَيْرِكَ لَمْ أَطْرَبْ وَمَا خُنْتُ مَسْمَعَا فَقَدْ صَنَعَ الأَجْدَادُ مِنْ أَضْلُعِ الهَوَى مَزَامِيْرَهُمْ كَيْ يَقْرَؤُكَ مُوَقَّعَا كَمَا سَلَّةِ السَّيْفِ الصَّقِيْلِ وَجَدْتُهُمْ يُنَاجُوْنَ تُرْباً بالإبَاءِ مُمَنَّعَا عَلى أَنَّ بَابَ الجُوْدِ مِنْكَ مُشَرَّعٌ وهَيْهَاتَ لا يَبْقَى عَلَى الجُوْدِ مُشْرَعَا وشَيَّدْتَ للجَارِ الكَرِيْمِ مَحَبَّةً جُسُوراً، ومَا سُوْرٌ لَدَيْكَ تَزَعْزَعَا تَفِيْضُ عَلى جَنْبَيْكَ مِنْ (زَمْزَمِ) التُّقَى جَدَاوِلُ مِنْ قَلْبٍ (بِمَكَّةَ) أُتْرِعَا لِقَامَتِكَ الفَرْعَاءِ هَامٌ مُقَدَّسٌ تَخُرُّ لَهُ الهَامَاتُ هَيْمَا وخُشَّعَا فَتَاجُكَ - شَاءَ اللهُ - أَضْلاعُ ( كَعْبَةٍ ) وب( الحَجَرِ ) الأَسْنَى اسْتَطَالَ مُرَصَّعَا وشَتَّانَ مَا بَيْنَ الذي لَمَعَ الهُدَى بِعَيْنَيْهِ واقْتَادَ الصِّرَاطَ فَأَسْرَعَا وبَيْنَ الذي يَصْدَا بِعَيْنَيْهِ دَرْبُهُ فَيَبْرُدُهُ باللَّيْلِ حُمْقاً لِيَلْمَعَا أَيَا وَطَنِيْ يَا وَاهِبَ الأُفْقِ شَدْوَهُ فِدَاكَ الذي قَدْ أَصْخَبَ الأُفْقَ مِدْفَعَا هَنِيْئاً حَمَامَاتِ السَّلامِ فَهَا هُنَا بَنَى عُشَّهُ طَيْرُ السَّلامِ و(رَبَّعَا) هُنَا الشِّعْرُ إِنْ جَاعَتْ صَحَارى وَأُظْمأَتْ تَهَادَى فَأَرْوَى ثُمَّ جَادَ فَأَشْبَعَا هُنَا الشِّعْرُ إِنْ أَوْرَتْ ( عُكَاظٌ ) نُجُومَهُ يَتِيْهُ مَسَاءٌ في ( المُشَقَّرِ ) شَعْشَعَا هُنَا ( طَرْفَةٌ ) في الشِّعْرِ يَدْفُنُ سِرَّهُ فَيَحْفِرُ مِنْ ( ذُبْيَانَ ) شَيْخٌ لِيَطْلَعَا وَمَا( الخَيْمَةُ الحَمْرَاءُ ) في أُفْقِ دَارِنَا سِوَى هَزَجِ التَّارِيْخِ بَاحَ فَأَسْمَعَا هُوَ الشِّعْرُ نَبْعُ البِيْدِ، رَاحِلَةُ الهَوَى، كِنَانَةُ صَدْرٍ، ( عَبْقَرٌ )، رَاحَتَا دُعَا أَيَا وَطَنِيْ يَا مِرْجَلَ اللَّحْنِ لَمْ تَزَلْ مَشَاعِلُ لَحْنٍ مِنْ فَمٍ فِيْكَ أُوْلِعَا يُسَاوِمُنِيْ فِيْكَ ( النَّشَازُ ) وإِنَّنِيْ بِغَيْرِكَ لَمْ أَطْرَبْ وَمَا خُنْتُ مسْمَعَا فَذِي رَنَّةُ الخِلْخَالِ في سَاقِ رِيْمَةٍ أَتَتْكَ عَلى مَرْجِ الحُرُوفِ لِتُبْدِعَا