بعد يومين تنطلق فعاليات المهرجان الثقافي السنوي (سوق عكاظ) وهو المهرجان الذي تمتد جذوره الى ما قبل الاسلام وقد نال حينها شهرة عظيمة ومكانة ثقافية وتراثية واجتماعية بلغت الافاق ثم امتد حراكه وتوهجه ونشاطه حتى منتصف القرن الثاني الاسلامي فامتدت اليه ايادي التخريب الفكري الخوارجي وتركته اثراً بعد عين واستمر ذلك الخمود حتى مجئ امير الابداع ورائد الفكر ومجدد الثقافة خالد الفيصل فأعاد له الحراك المكاني والثقافي ولكن بصورة تتناسب وحالة هذه المرحلة ومعطياتها الفكرية والثقافية والتقنية التي تتسم بالجدة المتسارعة في مختلف المناحي الحياتية وها هو يبلغ عامه الرابع متجدداً متنامياً متوهجاً ثقافة ومكاناً. ولعلي هنا وانا استشعر تلك القيمة الثقافية والتراثية والاجتماعية التي كان يقوم بها ذلك السوق في مرحلة توهجه الاولى حينما كان يتخذ منبراً وقاداً للالتقاء العربي ممثلاً في جهابذة شعره وفكره وشيوخه ومعهم لفيف مختلط من شتى القبائل عندما كان يتخذ مركزاً تجارياً تعرض فيه كل البضائع ومسرحاً ادبياً تلقى فيه اعذب القصائد وابدعها وفيه تعقد المعاهدات بين القبائل وفيه تطلق الالقاب والاوصاف الخالدة وفيه تحل الخلافات بين الافراد والجماعات لعلي هنا استشرف تلك الصورة المستقبلية التي سيكون عليها هذا السوق بعد اكتمال نموه في مختلف فعالياته التي حددت ضمن اهدافه التي وضعها نابغة هذه المرحلة وقائد حراكها خالد الفيصل كما كان النابغة الذبياني رائداً لمرحلته الاولى التي نال فيها شهرته العظيمة. وكم اتمنى ايضاً وانا استحضر احداث مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي ازدهر حتى اصبح معلماً تراثياً ثقافيا سنوياً تشد اليه الرحال ونالت شرف احتوائه مكاناً وزماناً منطقة الرياض ان يكون مهرجان سوق عكاظ ايضاً منبراُ ثقافياً تراثياً عربياً تشد اليه الرحال وان يكون له حضوره الاعلامي والثقافي والتجاري والاجتماعي بصورة تليق بمكانة هذه المنطقة المقدسة وبتاريخ هذا السوق العظيم وان يكون انعقاده في فصل الصيف لما تتمتع به مدينة الطائف من مناخ جاذب ومكانة سياحية كبيرة وكم اتمنى ان يمتد نشاطه لفترة اطول وان يكون له خصوصياته الثقافية والتراثية والاجتماعية التي تجعل منه مهرجاناً كبيراً جاذباً ممتداً لا تعيقه اي ظروف وانا على يقين تام ان القائمين عليه وعلى رأسهم امير الابداع حريصون على ذلك ولعلي هنا اتقدم ببعض المقترحات التي يمكن ان تسهم في تحقيق ذلك الهدف الطموح ومن تلك المقترحات: * ان يخصص لتمويل فعالياته وتطور مكانه مورد مالي ثابت كأن يكون مثلاً وقفاً او خراجاً ثابتاً او استثماراً للمكان نفسه او ما شابه ذلك. * ان يخصص له هيئة دائمة لها اهدافها وهيكلها وموظفوها تعمل على مدار العام ومن خلالها تنطلق كافة الفعاليات وكافة المستجدات التطويرية. * ان يمتد النشاط الثقافي والتجاري والتراثي الى شتى ارجاء الوطن العربي وان ينال تلك الخصوصية في كافة انشطته اي بمعنى ان يكون مهرجانا عربياً ثقافياً تراثياً اجتماعياً والله تعالى من وراء القصد.