قال الضَمِير المُتَكَلّم: محاولة صناعة الفرح خلال أيام العيد بدأتها أمانة مدينة الرياض، ثم انتشرت في المناطق والمحافظات الأخرى؛ ولكن تبقى الرياض هي الأسبق والأكثر جماهيرية، وتنوعًا وغزارة في الفعاليات؛ وإن كان التركيز واضحًا على المسرح؛ حيث عرض خلال أيام هذا العيد المعدودة (13 مسرحية) ثلاث منها نسائية؛ أُنْفِق لعرضها أكثر من (مليون ونصف ريال)؛ بينما وصفتها معظم التقارير الصحفية والنقدية بالتافهة والركيكة التي لا تحمل أي مضمون أو رسالة؛ وإنما هي محاولة من أنصاف الممثلين والممثلات لاستحلاب الضحك ومداعبة الغرائز!! يقول تقرير نشرته (صحيفة الوطن) يوم الأحد الماضي 12 سبتمبر؛ عن إحدى المسرحيات النسائية التي حضرها أكثر من “2000 امرأة” ما نصه: (انتقد عدد من الحاضرات مسرحية “بنات فاطمة” لاحتوائها على بعض التلميحات الخارجة عن الذوق، وأشرن إلى أن المسرحية كان هدفها الإضحاك غير الهادف وبطريقة سمجة.. كما انتقدن إقحام مشاهد الرقص الكثيرة غير المبررة، التي كان بعضها على أنغام مايكل جاكسون.. مشيرات إلى أن المسرحية اقتصرت على الرقص والحديث عن الرجال والزواج). وهنا لا شك أن إشاعة الفرحة ونشرها، ورسم الابتسامة على الشفاه أهداف نبيلة؛ ولكن دعونا نتساءل: لماذا اختزلنا مظاهر الفرح ب (المفرقعات، والرقصَات، وهِزّي هِزِّي يا نواعِم)؟! ولماذا تصبح عاقبة الفَرَح سخرية وإسفافًا وتلميحات فاضحة وخروجًا عن الذوق العام؟! ثم لماذا تترك الأمانات والبلديات مهامها الرئيسة في تقديم مشروعاتها الخدمية للوطن والمواطن، وحماية الناس من أخطار السيول؛ لتركِّز على تنظيم الاحتفالات والمسرحيات؟! أليست هذه من صلاحيات إمارات المناطق ووزارة الثقافة والإعلام؛ والأخيرة هي الأقدر على اختيار البرامج المسرحية الهادفة، ومراقبة نصوصها والإشراف على عروضها؟! وأخيرًا فإن فرحة الوطن والمواطن لا تصنعها المهرجانات والرقصات والمفرقعات؛ لأن هذه فرحة ظَاهريّة مزيفة! بهجة المواطن الحقيقية الصادقة هي النابعة منه؛ وذلك إذا أخذ حقوقه المشروعة، وقامت جميع المؤسسات الحكومية بواجبها في خدمته، ووفرت له ولأسرته العيش الكريم؛ فهنا ليس هناك ضرورة لصناعة الفرحة له وقيادته لها؛ لأن المواطن سيصبح هو صانع الفرحة ومنتجها! وعبارة الخِتَام: يا هؤلاء، أخلاقيات مجتمعكم أمانة فحافظوا عليها، إلا إذا كان لكم أهداف خفية!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected]