تقرأون هذا المقال – إن شاء الله – يوم العيد. فكل عام أنتم بخير. أسأل الله أن يعيده عليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات والنصر. وأن يتقبل صيامكم، وقيامكم، وطاعاتكم. وأن يحقق أمانيكم، ويحفظكم بصحة وسعادة. ما كنت لأختم هذه السلسلة من المقالات دون أن أتحدث عن أستاذي لمادة التوحيد في مدرسة طيبة الثانوية، وكان مدرساً للغة والتفسير والتوحيد في الحرم أيضاً. كان رجلاً يميل قليلاً إلى الطول نحيلاً. ولم تكن قراءته أو صوته على مستوى الذين ذكرت بعضهم، ولكني صليت وصلى الناس خلفه في المسجد النبوي الشريف. فقد عهد إليه الشيخ عبد العزيز بن صالح – رحمه الله – بإمامة صلاة العصر طيلة العام، والشفع والوتر عقب صلاة التراويح في كل ليالي رمضان حتى عام 1414ه. هذا هو الشيخ محمد ثاني (توفي رحمه الله في العاشر من شهر المحرم لهذا العام عن 91عاما). ومن دلائل ذاكرته القوية أنني بعد الثانوية، ابتعثت للخارج، ثم عدت للمملكة، وشُغلت بالعمل سنوات عديدة. ثم رأيته في الحرم بعد ما يقارب عشر سنين، فأسرعت إليه أقبل رأسه، وكان ينظر إلىَّ متفحصاً، فأردت أن أعرفه بنفسي، فقال: أين أنت يا مشاط كل هذه السنين؟ عندما بدأت في كتابة هذه السلسلة في أول يوم من رمضان المبارك ، كنت أظن أنني لن أتجاوز فيها أكثر من ثلاثة مقالات مع التطويل. ولكنني كتبت ضعفها مع الاختصار. ولو ذكرت كل من صليت خلفه، لكانت سلسلة طويلة ومملة لكثير من القراء. إلاّ أنني أود استثناء رجلين، أولهما: الشيخ عبد الله خياط الذي اشتهر بخطب يوم الجمعة القصيرة جداً بعد شهرته بالمصحف المرتل بالإذاعة. وقد صليت خلفه مرة واحدة في يوم جمعة. أما الثاني: فهو الشيخ عبد الله الجهني الذي صليت خلفه التراويح في ثلاثة أماكن: المسجد النبوي، ومسجد قباء، والمسجد الحرام. وللحديث بقية.