يقارب تعداد المسلمين في العالم المليارين، أكثر من ثلثيهم يسكنون البلاد الإسلامية، والثلث الباقي "الأقليات" يقيم في دول غير إسلامية، أو دول يمكن اعتبارها إسلامية ولكنها لم تنضم بعد إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، مثل البوسنة والهرسك، أو دول لا تعتبر نفسها إسلامية رغم أن المسلمين يشكلون فيها أغلبية، مثل أريتريا وأثيوبيا،ويمتد العالم الإسلامي من خط طول 18 ْ غربا إلى 140 ْ شرقا، ومن دائرة عرض 10 ْ جنوب خط الاستواء إلى 55 ْ شمالا. و تبلغ مساحته حوالى 32 مليون كم2 أي ما يقارب ربع مساحة اليابسة البالغة حوالى 149 مليون كم2، وتحيط به حدود برية تقدر بحوالى 168,760 كم،تتوزع دول العالم الإسلامي على أربع قارات، إلا أنها تتركز أساسا في قارتي أفريقيا وآسيا، حيث يوجد في الأولى 26 دولة وفي الثانية 27 دولة إضافة إلى دولتين في أمريكا الجنوبية وواحدة في أوروبا،يعيش37% من سكان العالم الإسلامي تحت مستوى خط الفقر، أي ما يعادل504 ملايين شخص تقريباً، وتبلغ نسبتهم إلى فقراء العالم 39% وفي وسط هذه الأعداد الهائلة من المسلمين وزيادة معدلات الفقر فيها تبرز قيمة الزكاة عامة وزكاة الفطر خاصة والتي تبرز كأداة إسلامية فاعلة لمحاربة الفقر في العالم الإسلامي،وتظل زكاة الفطر مثالا قائما يؤكد عظمة الإسلام وشموليته واهتمامه بالإنسان في إطار من الضمان الاجتماعي والتكافل من الأغنياء للفقراء وان يظل المجتمع الإسلامي مجتمعا رشيدا،ولأن شهر رمضان الكريم هو شهر الصوم عن الطعام والشراب والملذات فان زكاة الفطر التي فرضت في اليوم الثامن والعشرين من رمضان من السنة الثانية للهجرة علي كل مسلم إنما لها غاياتها الكبرى ومقاصدها السامية، حتى يفرح المسلمون جميعهم القادر منهم وغير القادر بمقدم عيد الفطر المبارك الذي يسعد به المسلمون بعد شهر من الصيام والعبادة والطاعة لله رب العالمين،وإن زكاة الفطر تعتبر مثالا يستوجب على كل مسلم و مسلمة أن يعلموا أن الأمة كلها أفرادا كانت أم حكومات عليها مسؤولية كبيرة للخروج من أزمة الفقر والفساد و عدم المساواة التي يعاني منها الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فزكاة الفطر على قلة مقدار إخراجها تحقق السعادة والفرحة لفقراء المسلمين في أيام العيد المباركة، فماذا لو عنينا نحن المسلمين بفريضة الزكاة الأم التي تعد إحدى قواعد الإسلام الخمس وكيف أن الزكاة كفيلة بالقضاء على الفقر في كل أنحاء عالمنا الإسلامي كما تؤكد كل الدراسات والإحصاءات التي افردها العلماء والمختصون في هذا الشأن، فالزكاة تلعب دورا هاما لتحقيق الضمان الاجتماعي. و حكم زكاة الفطر أنها فريضة على كل مسلم الكبير والصغير، والذكر و الأنثى، و الحر والعبد، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة،وهي تجب على المسلم كما يؤكد الفقهاء إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها عن نفسه، وعن من تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد، و الأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا لأنهم هم المخاطبون بها،ويؤكد الفقهاء انه لا يجزئ إخراج قيمتها لأن الأصل في العبادات هو التوقيف، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وحكمة زكاة الفطر: ما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"،ومن حكمة زكاة الفطر أن يكون وقت إخراجها: قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون حتى تسد حاجة الفقراء وتتيح لهم أن يسعدوا بالعيد مثل الأغنياء وحتى لا يشعر الفقراء بفوارق بينهم وبين الأغنياء في هذا اليوم السعيد .