تعد منطقة الباحة من أهم مناطق المملكة السياحية لما حباها الله به من الطبيعة الخلابة والأجواء المتميزة طيلة العام، بفضل اختلاف طبوغرافيتها بين السراة وتهامة، وقد شهدت خلال أكثر من عقدين من الزمن قفزات تنموية كبيرة في كافة المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية بفضل قيادة أميرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز، الذي أعطى لهذه المنطقة وسكانها جل فكره وجهده واهتمامه، فقد كان سموه حريصا على تنمية المنطقة، فأنشئت شبكة الطرق التي تربط المنطقة ببقية المناطق المجاورة لها، وتربط كافة المحافظات بالمنطقة، فتم تنفيذ ازدواج طريق الباحة – الطائف، وكذلك طريق الباحةالمظيلف ليربط بين محافظات المنطقة في السراة وتهامة، بالإضافة إلى شبكة الطرق الداخلية، وجاء الاهتمام بتنمية ابن المنطقة على رأس اهتمامات سموه، فكان التوسع في مدارس التعليم العام للبنين والبنات وتم افتتاح كلية المجتمع التابعة لجامعة أم القرى إلى أن تكللت جهود سموه بمكرمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء جامعة الباحة بكلياتها المتعددة وفروعها بين محافظات المنطقة، لقد أخذ سموه بعين الاعتبار أن تطور المنطقة ينبع في المقام الأول من خلال تنمية الإنسان في المقام الأول، يضاف إلى ذلك جهود سموه في تنمية السياحة والاعتناء بتوفير كل ما يطلبه مرتادوها من الخدمات فكانت الاجتماعات المتكررة مع مديري الإدارات المعنية ولجنة التنشيط السياحي للوصول إلى أرقى الخدمات السياحية وعلى رأسها تجهيز الأماكن العامة والحدائق وتهيئة الغابات التي قل نظيرها في أي منطقة أخرى، وتوفير كافة الخدمات بها وتسجيل العديد من المواقع الأثرية ضمن المواقع التي تشرف عليها الهيئة العليا للسياحة والآثار بالمملكة، وكانت جولات سموه مع سمو رئيس الهيئة على عدد من المواقع في السراة وتهامة ضمن اهتماماته بهذه المواقع، وما تمثله من إرث حضاري يعكس تراث المنطقة وتاريخها كغيرها من مناطق وطننا الحبيب، يسانده في ذلك ساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل أمارة المنطقة. وإذا كنا نتحدث عن بعض جهود سموه في تنمية المنطقة، فإننا لا ننسى ما ميزه الله به من تواضع كريم وخلق رفيع كان ولا يزال محل تقدير كل من عمل مع سموه أو التقاه، فقد حرص سموه على القرب من المواطنين والمقيمين يتلمس احتياجاتهم، ويستمع إليهم ويقضي طلباتهم.واليوم وقد صدر المرسوم الملكي الكريم بالاستجابة لطلب سموه لإعفائه من إمارة المنطقة، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز خلفا له ليكمل مسيرة التنمية والتطوير في المنطقة، فإننا كمواطنين ننظر بعين الإعجاب لما تحقق على يدي سمو الأمير السلف، وراجين أن يستكمل سمو الأمير الخلف المسيرة في ظل قيادتنا الرشيدة. ولا شك أن سمو الأمير مشاري يدرك كل الإدراك أهمية استكمال ما بدأه سمو الأمير محمد لإعادة رؤوس أموال أبناء المنطقة المهاجرة، ليسهموا في خدمة منطقتهم بعد أن وفرت الدولة أعزها الله كافة السبل ليجد المستثمرون الأرضية الخصبة والبيئة الآمنة والمردود المضمون بإذن الله من خلال استثماراتهم في بلدهم، وخاصة المناطق السياحية والتي تأتي الباحة على رأسها بلا شك. فمرحبًا بسمو الأمير مشاري ليكون خير خلف لخير سلف، داعين الله أن يوفق سمو الأمير محمد في حياته الخاصة، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يجعل العون والتوفيق والنجاح حليفًا لسمو الأمير مشاري في مهمته ومسؤولياته التي هو أهل لها؛ ليترجم توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعًا، وسدد على طريق الخير خطاهم. صالح علي الزبيري العُمري - الباحة.