قال الضَمِير المُتَكَلِّم: بعثوا يقولون: نحن (215 موظفًا) نعمل تحت مسمى (مُثَقِّف صحي) ببرنامج حمى الضَّنَك بوزارة الصحة، نمارس هذه المهنة منذ فترة طويلة؛ حيث نطوف المنازل من الساعة الثالثة عصرًا، وحتى العاشرة مساء.. واجهنا ونواجه مشاكل ومتاعب العمل الميداني بالصبر والأناة؛ فإضافة إلى التقلبات المناخية بين بَرد قَارس، أو حَرٍ شديد ورطوبة عالية؛ هناك أسلوب تعامل الناس مختلفي الوعي والثقافات؛ ففريق يستقبلنا بالترحاب، وآخرون لا يتفهمون دورنا فيكون مصيرنا الطرد والشتم والسبّ؛ وربما أحيانًا الضرب! كل ذلك مقابل مكافأة مقطوعة شهرية على البند مقدارها (2500 ريال)؛ ولكننا صبرنا طمعًا في لقمة عيشٍ حلال نطعم منها صغارنا؛ سنوات طويلة ونحن على هذا الحال؛ ولكن وزارة الصحة بدل أن تكافئنا بالتثبيت على وظائف رسمية؛ أصبحت تؤخر مكافأتنا بالشهرين والثلاثة؛ فنحن لم نستلم راتب أو مكافأة شهر جمادى الأولى إلا في (6/8/1431ه)؛ وأما الشهور جمادى الآخرة ورجب وشعبان فما زالت متأخرة وحبيسة الخزائن!! ألم يعلم المسؤولون بقدوم رمضان، ألم يشعروا بقرب العيد، ألم يُحِسّوا بقرب المدارس وما يترتب على ذلك من التزامات ومصاريف؟! بربكم كيف نحيا أو نعيش؟! ماذا نفعل؟! هل نَتَسول؟! هل نسرق؟! أين الإسلام؟ أين لجان حقوق الإنسان؟! أيها المسؤولون إن كنتم تُحسون أو تشعرون؛ حقوقنا بسيطة وسهلة التنفيذ؛ صرف المتأخرات، تثبيتنا على وظائف رسمية، احتساب سنوات الخدمة!! قال الضمير المتكلم: الحقيقة أن هذه المأساة المؤلمة تتكرر مع موظفي البنود على اختلاف أنواعها ومسمياتها وهي كثيرة، وسبق أن طرح بعضها في هذه الزاوية، ولكن كل يوم نكتشف بندًا جديدًا، والخوف أن كثرتها ستجعلنا (بَلد المليون بَنْد)، كما أن الجزائر بلد المليون شهيد، وموريتانيا بلد المليون شَاعِر؛ فإلى متى تستمر معضلة تلك البنود؟ ومن المسؤول عنها؟ ومن المستفيد منها، ومِن تَأَخر مخصصاتها؟ وهل تستثمرها جهة ما؟! وأخيرًا وأسوة بما هَدّد به أمير منطقة الجوف من فصل الماء والكهرباء عن المسؤولين في حال فصلتا عن المواطنين؛ فلماذا لا يُوقَف صَرْف رواتب المسؤولين عن تأخر مكافأة أولئك المساكين لعل ضمائرهم تستيقظ؛ وإن كنت في ريب من ذلك؛ لأن لهم موارد أخرى.. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. عبد الله الجميلي فاكس: 048427595 [email protected]