في كل عام من شهر رمضان المبارك تعلن حالات الطوارىء في كل مكان، وخاصة لدى النساء اللاتي ينقسمن إلى أقسام وأصناف شتّى في أحوالهن، فمنهن مَن تجعل غاية همها في صنع ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة والمشروبات، وتتفنن في تنوعها حتى تقضي جل وقتها في المطبخ، وتضيع على نفسها أهم الأوقات وأشرفها! وصنف آخر تجدهن في الأسواق يتسوّقن من محل لآخر، وكأن البضائع والتسوّق لا يكون إلاّ في هذا الشهر الكريم، لا ضير في قضاء بعض الحاجيات البسيطة، ولكن أن يكون غالبية الوقت مهدرًا في الأسواق، فهذا أمر جلل، فما أصعب أن تتسوّق المرأة بعد صلاة الفجر وهي صائمة، وتتعرض لكثير من المضايقات، ناهيك عن أن هناك البعض من الفتيات هداهن الله تتزين وتفتن الرجال بزينتها في هذا الشهر المبارك، والله المستعان، وهذا واقع نعيشه لابد من تداركه، والإسهام في الحد منه. فللأمهات والآباء دورهم في توجيه وتنشئة أبنائهم وبناتهم. أمّا الصنف الثالث فهن النساء القانتات العابدات، مرتادات الحرم المكي والمدني والمساجد في كل بقعة وفي كل أرض، اختارت كل واحدة منهن استثمار هذا الوقت المبارك في هذه الأيام التي خص الله بها الأمة، فهذه لحظات لا مثيل لها في عمر الزمان، حيث التجلّيات والبركات والرحمة والمغفرة، وطلب العتق من النيران. ولكن مع هذه الأهداف والغايات التي تجعل كل امرأة تخرج من بيتها قاصدة بيتًا من بيوت الله، هناك مَن تؤذي غيرها بأطفال يبكون، ويلعبون، ويتخذون من بيوت الله متنزهات ومرتعًا للأكل والشرب واللعب. فهل من حل لهذه المعضلة التي تعاني منها كثير من النساء اللاتي يرغبن في مزيد من الخشوع، واستحضار القلب في زمن الملهيات والمغريات والماديات. إلى القائمين على شؤون الحرمين والمساجد، وخاصة مسجد قباء -أول مسجد أسس على التقوى- نظرة إلى وضع مصليات النساء وما فيها من فوضى كبيرة، بسبب الأطفال والنساء اللاتي لا يحضرن للصلاة أو العبادة، وإنما للحديث وإحداث الفوضى، ولو كان لي من الأمر شيء لقمت بحثهن على العودة إلى بيوتهن حتى لا يتحمّلن وزر مَن أرادت وقصدت بيتًا من بيوت الله للعبادة والخشوع والتضرع، الأطفال أمانة، ومكانهم في بيوتهم، حيث يهنأون وينامون لا أن يزعجوا المصلين في صلواتهم ودعائهم، هدانا الله سواء السبيل. [email protected]