سبحان الذي أحسن كلّ شيءٍ خلَقَهْ، فهاهي ورقة شجرة التين لا تتجاوز مساحتها عدّة سنتيمترات مربّعة، ومع ذلك فيها إعجاز هندسي خارق، جعلني أقارنها بشركة المياه، لله ثمّ للتاريخ!. على الورقة وبالعين المجرّدة يمكن رؤية قنوات مياه رئيسية تتفرّع منها قنوات فرعية تُزوّد كلّ أجزائها بالمياه، بما في ذلك أقصى أطرافها، وفي ذلك حثٌ ربّاني بإيصال شبكات المياه إلى أقصى مسافة يسكنها البشر، لا كما يحدث لدينا، تُنشأ الأحياء السكنية الجديدة في أطراف المدن بلا شبكات، ثمّ تُنقل المياه إلى بيوتها بالصهاريج غير الحضارية التي قد تصير عُمْلة نادرة تُتداول في السوق السوداء، ويثرى منها الفاسدون!. كذلك وعلى الورقة يمكن رؤية أنّ القنوات الرئيسية متّصلة بالقنوات الفرعية عبر زوايا (منفرجة) ممّا ينقل المياه بانسيابية وبشكلٍ كافٍ ونمطٍ سلسٍ إلى أجزاء الورقة، ودون حصول أيّ تسرّب من القنوات، لا كما يحصل في كثيرٍ من شبكات الشركة، إذ تتّصل القنوات الرئيسية والفرعية بزوايا (قائمة) تُولّد ضغطاً كبيراً ودوّامات يُقلّلان كمية المياه المنقولة ويتسبّبان في التسرّب وضياع الجهد والمال!. وبالمناسبة، يُقال أنّ نسبة التسرّب في شبكات بعض مدننا الكُبرى، قد وصل لأرقام تجاوزت ال (30 %)، ولا أدري أين وصل مشروع إيقاف هذا التسرّب الهائل الذي تُهدر معه مليارات كثيرة؟ ولماذا كلّ هذا التكتّم حوله؟. هذه هي المقارنة بين ورقة التين وشركة المياه، فأيّهما أفضل؟ فاكس 026062287 - [email protected]