أثبتت الإحصاءات والدراسات المختصة أن السعودية تأتي في الدرجة الثالثة عربياً بعد مصر والعراق في تعداد حملة شهادة الدكتوراة من سائر الاختصاصات. وهذا ليس غريباً على هذا البلد الذي وفر له أولياء الأمر كل متطلبات النجاح والتقدم والازدهار والذين وضعوا بتصرف أبنائهم من الطلاب كل الإمكانيات المطلوبة ليتخصصوا في سائر الميادين وفي أفضل الجامعات العالمية أملاً بالتوصل يوماً إلى التوقف عن الاستعانة بالكوادر الأجنبية سواء كانت عربية أو غربية وبالاكتفاء بالكادر الوطني الكفء والجدير بأن يساهم فعلاً في تحضر البلاد وتعليم العباد . ولهذا فمن المعيب أن تبقى عقدة ممن يريد أن يضع قبل اسمه «الدال» للوجاهة أو التباهي أو التبجح أن تبقى قائمة دون حسيب أو رقيب لأن في ذلك إساءة لمن يحمل عن كفاءة شهادة دكتوراة ، وإساءة للمستوى العلمي والأكاديمي لمملكتنا، وإساءة لموقع بلدنا ولسمعته في الخارج لأن شهادات الدكتوراة ليست سيارات فارهة وفخمة نقتنيها لأننا نملك الأمكانات، ولا فيلات ومنازل نبنيها للتمتع بهندستها وديكوراتها، بل شهادة الدكتوراة هي كد وجهد وتعب وسهر، وهي قبل ذلك رغبة بتحصيل المعرفة خاصة وأن الإنسان كلما ازداد علماً كلما ازداد تواضعاً. ومن هذا المنطلق يجب التأكيد على القرار الذي سبق وأصدرته وزارة التعليم العالي والقاضي بمنع كتابة لقب دكتور أمام أسماء أصحاب الشهادات الصادرة من جامعات غير معترف بها أو حتى منع نفس الشخص المعني من استخدام كلمة دكتور عند تعريفه بنفسه احتراماً وتقديراً منه لمن يحملون لقب دكتور عن جدارة، وإنني على ثقة بأن لجنة معادلة الشهادات في وزارة التعليم تعتبر صمام الأمان العلمي للتصدى لكل شهادة عليا أجنبية والتأكد من جدية الجامعة المانحة لهذه الشهادة من عدمها لتنال اعتراف اللجنة المكلفة في وزارة التعليم العالي.. فالثقة كبيرة في هؤلاء العلماء الأكفاء في الوقوف بحزم لكل من يحصل على لقب علمي - دكتورأو غيره - للتأكد من صحة الشهادة التي يحملها صاحبها ومن حقيقة المعلومات التي تخصص بها والتصدي للانتساب إلى جامعات الإنترنت التي تبيع العلم والشهادات كما يبيع صاحب محل الخضار الفجل والطماطم. ف «الدال» ليست للتشريف بل للتكليف.. بمعنى أنها ليست للوجاهة بل للتعريف بمن يحملها على أنه من ذوي اختصاص معين وأنه قد وصل في علمه إلى درجة محددة. ولنتوقف عن التباهي بما ليس لنا حتى لا تنطبق علينا حكاية أحد الأشخاص الذي تقدم بطلب وظيفة، فسأله المدير عما يحمل من شهادات، فأجاب أن ابن عمه حاصل على الثانوية العامة ..!!!. وللحديث بقية. *[email protected]