وافق معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على مقترح الإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريّم بتخصيص يوم في كل عام من شهر رمضان المبارك ليكون يومًا للتواصل السنوي بين أسرة الإذاعة ومنسوبيها من القدامى والجيل الجديد. جاء ذلك خلال تشريف وزير الثقافة والإعلام مساء أمس الأول لحفل التواصل السنوي الذي أقامته إذاعة جدة لرواد العمل الإذاعي من المتقاعدين والجيل الحالي وذلك بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وأعلن وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب أن الدكتور خوجة أبلغه بالموافقة على تخصيص يوم سنوي في رمضان ليكون يومًا للتواصل الإذاعي، ومشيرًا إلى موافقة الغرفة التجارية بجدة على احتضان مقرها لهذا اليوم السنوي. بدأ الحفل بكلمة لمدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله الشائع رحب خلالها بمعالي وزير الثقافة والإعلام مزجيًا له الشكر على تشريفه هذه الأمسية من أمسيات التواصل التي تعد تذكيرًا بعبق الماضي الذي عمل فيه هؤلاء النخبة من جيل الرواد من الإذاعيين، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة عبّر خلالها عن سروره بحضور هذه الأمسية التي تجسّد التواصل بين جيل الرواد من الإذاعيين والجيل الحالي من الشباب، وقال: “أشعر في هذه الليلة المباركة معكم ومع كل المسلمين والمسلمات بأعظم ذكرى مرت على تاريخنا ألا وهي ذكرى الانتصار والكرامة والمجد حينما نصر الله تبارك وتعالى نبيه وصفيه سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكريم في حديث انتصار الحق على الباطل في ((معركة بدر)) فما أعظمها من ذكرى وما أعظمه من تاريخ”. وأضاف معاليه يقول: “حينما أصدر الروائي الكولومبي العالمي غابريال غارثيا ماركيز سيرته الذاتية الممتعة (عشت لأروي) فإنه لم يتعد الحقيقة ولم يجاوزها فحياة الإنسان الحقة هي ما عاشه ليرويه وها نحن الليلة اجتمعنا لنروي ما عشناه في ضرب جميل من الحنين إلى الماضي وفي ذلك الضرب من الاستدعاء الذي أسماه علماء النفس (نوستالوجيا) أي الحنين إلى الماضي حين يشتاق الإنسان إلى ماضيه يرتمي في أحضانه“ وواصل معاليه: “ألا يحس كل واحد منا بصدق أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يقول، وكأنه يعبّر عن نفسي ونفسك: قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعًا واستطرد معالي وزير الثقافة والإعلام قائلًا: “والإذاعة وأنا في حضرة رموزها ليست بالحدث الهين في حياتنا فلطالما بعثت في الأنفس من الهيبة والإحساس بالذات ما لم يستطعه سواها من وسائل الإعلام، وأما الثقافة والفنون والأدب فلكم كانت الإذاعة مدرسة حقيقية لكثير من الأدباء والمثقفين وكانت باعثًا لهم على خوض مجاهل الأدب والفن فكان منهم الأدباء والعلماء والمثقفون وهل يستطيع أحد ممن أدرك تلك الأيام أن ينسى برنامج ((قول على قول)) الذي كان يبث من إذاعة لندن بصوت الإعلامي والعالِم الكبير حسن سعيد الكرمي رحمه الله وكان سياحة عظيمة في الإبداع الشعري العربي قديمه وحديثه وليتحسّس كل فرد منا الأثر الذي تركته فينا برامج الإذاعي والأديب الكبير مطلق الذيابي رحمه الله وسواها من البرامج الثقافية والعلمية والأدبية التي لا تزال نفوس المستمعين متعلقة بها ولعلكم تدركون أكثر من سواكم عشق المستمعين والمستمعات للبرامج القديمة كشوقنا لتلك البرامج الرائعة”. ثم ألقى المذيع عبدالله راجح كلمة الرواد أشاد فيها بتشريف وزير الثقافة والإعلام هذا الحفل الذي يعد تجسيدًا لماض جميل شقته إذاعة جدة عبر تاريخها الإعلامي. وتم خلال الحفل استضافة بعض الإعلاميين الرواد، حيث استضاف الإعلامي المذيع عدنان صعيدي كل من: الدكتور بدر كريّم والمخرج أحمد كتامي والدكتور حسين نجار والذي تمت استضافته من سريره بالمستشفى حيث يتلقى العلاج حاليًا، وقد تحدث الدكتور بدر كريّم عن مشواره مع المايكرفون والإذاعة واسترجع الكثير من الذكريات الجميلة وفي ختام استضافته تمنى من وزير الثقافة والإعلام الموافقة على جعل هذا اليوم احتفالًا سنويًا لمنسوبي الإذاعة للالتقاء، فوافق الوزير على هذا الطلب، وأما المخرج أحمد كتامي فتحدث عن البرامج الإذاعية والتي كان من أشهرها المسلسل الاجتماعي الخالد “عباس وعباسية”. حضر الحفل وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب والمشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود بن علي الشيخي ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بن محمد بترجي وعدد من المهتمين بالثقافة والإعلام والأدب.