وعن الشروط التي يجب توافرها في المفتي والضوابط الشرعية لمن يتصدى لفتوى الناس في المسائل الشرعية قال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة الدكتور عبدالسلام داؤد العبادي:لقد بين العلماء الشروط ان تتوافر فيمن يتصدى للفتوى الشرعية ومنها : 1-أن يكون مسلما بالغا عاقلا 2-ان يكون فاهما لمعاني القران الكريمة والفاظه عالما بمقاصدة 3-ان يكون مدركا للاحاديث النبوية الشريفة من حيث المتن والسند والصحة والحسن . 4- ان يكون مجتهدا ويتجلى ذلك بأن يكون دارسا ومستوعبا لاحكام الفقه الاسلامي وان يكون عارفا بقواعد علم أصول الفقه ومنهجه استنباط الاحكام من الادلة الشرعية . 5-ان يكون متمكنا من اللغة العربية واساليبها في النحو والبلاغة . 6- ان يكون مدركا لحقائق الوجود ومتصورا لكل المسائل التي يتصدى لبيان حكمها . 7- ان يكون عدلا صالحا ورعا يحرص على بيان الحق ملتزما بالصدق والامانة . وقد أشارت الآيات الكريمة لهذه الشروط ببيان ان من يلجأ إليه لمعرفة الحكم الشرعي هم الفقهاء وأهل الذكر وأهل العلم القادرين على الاستنباط من ولي الامر . قال تعالى ( فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ) وقال تعالى ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) وقال سبحانه ( ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وحول من يتصدى للفتوى بدون مؤهلات شرعية وشخصية قال العبادي: لا يجوز لأحد أن يتصدى للافتاء دون مؤهلات شخصية يحددها كل مذهب ولا يجوز الافتاء دون التقيد بمنهجية المذهب ، ولا يجوز لأحد ان يدعي الاجتهاد ويستحدث مذهبا جديدا او يقدم فتاوى مرفوضة تخرج المسلمين عن قواعد الشريعة وثوابتها وما استقر من مذاهبها . وندد العبادي : بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلا لها مما يعد خروجا على قواعد الدين وثوابته وما استقر من مذاهب المسلمين وهذا يوجب التأكيد على ضرورة الالتزام بمنهجية الفتوى كما أقرها العلماء وأيدتها النصوص الشرعية كقوله تعالى (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله) وقوله سبحانه ( ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) . وقال سبحانه ( يا أيها الذين امنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا) وقوله سبحانه ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا )