تكتسب الجامعة أهموهذا الدور يتكامل ولا يتقاطع مع بقية الأدوار لتُشكل في مُجملها منظومة متناغمة تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعات ؛ على اعتبار أنها منارة للعلم وقدوة يُحتذى بها لبقية مؤسسات المجتمع ، مما يعني أنها في أمس الحاجة لإمكانات مادية وكوادر بشرية تُمكنها من الإضطلاع بأدوارها المتباينة مظهراً المتناسقة جوهراً ؛ بهدف إعادة الثقة المفقودة في الذهنية المجتمعية التي كانت تنظر للجامعة وكأنها تعيش في برج عاجي لا يمكن لأحد المساس به ، مُحجِّمين أدوارها المتعددة فقط في التعليم – على الرغم من أهميته – إلا أن الجامعة ككينونة تتجاوز هذا الدور النمطي والتقليدي - الذي خُيل للكثير أنه الشغل الشاغل للجامعة – إلى تفعيل أدوار تمنحها مساحة من الحرية تجعلها تخرج من عُزلتها المفروضة عليها جراء الفهم القاصر ، ويحقق لها درجة من الفعالية في التعامل الإيجابي مع خدمة مجتمعها المحيط بها . وتأسيساً على أهمية هذا الدور الذي يربط الفرع ( الجامعة ) بالأصل ( المجتمع ) اقتضت المصلحة العامة رسم خارطة طريق عملية تأخذ في الاعتبار تخفيف سيطرة الثقافة الأكاديمية المتغلغلة في بُنية الجامعة ، وبنت لها صولجانا من حديد يحميها من تداعيات المجتمع وتفاعلاته المتراكمة ، وأقنعت نفسها – في غفوة غير مُبررة – أن أهداف الجامعة تتمركز حول التعليم كأداة للتثقيف واكتساب المعرفة المجردة ، والبحث العلمي كوسيلة للتطوير ، في تعاطي غير واع لضرورة استكمال عقد أدوارها ، وجوهر عملها وهو خدمة المجتمع ، وجعله أساساً في بلورة استخدام المعرفة في بناء مجتمع المعرفة الذي تتبناه الدولة . إن تفعيل هذا الدور المُغيِّب داخل أروقة الجامعات سينعكس إيجاباً على تعميق الانتماء العضوي بين الأطراف ذات العلاقة بعمل الجامعة من جهة ، والمستهدفين منه من جهة أخرى ؛ من خلال تجسير الهوة ، وفتح شراكات آنيِّة ومستقبلية مع مؤسسات المجتمع المحلي . إطلالة : يجب أن يكون سوق العمل هو الموجه للبرامج الأكاديمية والمهنية في الجامعات ، وليس العكس . [email protected]