أعلنت مصادر أمنية باكستانية أمس أنه مع دخول العنف العرقي الذي أعقب اغتيال نائب بارز في مدينة كراتشي الساحلية بجنوب باكستان يومه الرابع ارتفع عدد القتلى إلى 76 شخصا، وحمل الرجال السلاح وحدثت حرائق متعمدة في عدد من مناطق كراتشي بعد ساعات من اغتيال النائب في برلمان ولاية السند رضا حيدر وحراسه الشخصيين داخل مسجد الاثنين الماضي. ومنذ ذلك الحين بقيت المتاجر مغلقة وخلت الشوارع من المارة في العاصمة الاقتصادية لباكستان والتي يسكنها 16 مليون نسمة؛ خوفا من المسلحين الذين يجوسون خلال المدينة على أقدامهم أو بدراجات نارية. وقال وسيم أحمد قائد شرطة كراتشي إن محصلة ضحايا ثلاثة أيام من العنف بلغت 76 قتيلا وأكثر من مئة جريح، وأشعلت الجماهير الغاضبة النار في العشرات من المركبات والمتاجر وعربات اليد ومضخات البنزين. ولكراتشي تاريخ طويل مع العنف بين أغلبية البشتون المنحدرين من إقليم خيبر باختونخوا الشمالي الغربي وبين المجموعة الناطقة بالأردية الذين هاجروا إليها من الهند بعد استقلال باكستان عام 1947، وكان النائب حيدر قياديا بالحركة القومية المتحدة وهو حزب سياسي يمثل السكان الناطقين باللغة الأردية، وواصل مسلحون من الجانبين تبادل إطلاق النار من فوق أسطح المنازل في بعض المناطق رغم انتشار القوات شبه العسكرية في المدينة. وفي بيشاور عاصمة خيبر باختونخوا قال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين إن بعض المجموعات المسؤولة عن الاضطرابات في كراتشي مرتبطة بمسلحي طالبان، وأضاف مالك :"يستخدم مسلحو طالبان اسم البشتون .. كراتشي هي مركزنا التجاري ويحاولون (مسلحو طالبان) زعزعة أمنها".