أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب أمس، أن القوات الأمريكية المقاتلة ستخرج من العراق بحلول نهاية الشهر (طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر)، فيما قضى خمسة اأشخاص بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، وأصيب سبعة آخرين أمس، في انفجارين وقعا في بغداد والفلوجة، بحسب مصادر أمنية عراقية. وقال اوباما: “في وقت يسعى الارهابيون للقضاء على التقدم الذي أحرزه العراق بفضل تضحيات جنودنا وشركائهم العراقيين، ما زال العنف في العراق بحدود ادنى مستوياته منذ سنوات”. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة ستبقي على قوة انتقالية في العراق خلال الأشهر المقبلة على أن تسحب قواتها بالكامل بحلول نهاية 2011. ويأتي خطاب أوباما عقب شهر كان الاكثر دموية في العراق منذ سنتين، حيث وصلت حصيلة أعمال العنف في يوليو إلى 535 قتيلا بينهم 396 مدنيا، وفق السلطات العراقية. وقد اعترض الجيش الأمريكي على هذه الحصيلة متحدثا عن “222 قتيلا و782 جريحا”. كما لم يتوصل المسؤولون السياسيون العراقيون حتى الآن إلى تشكيل حكومة بعد خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية. وقال ان القوات الأمريكية ستركز خلال هذه الفترة الانتقالية على دعم القوات العراقية وتدريبها وعلى القيام بمهمات مضادة للإرهاب وحماية المبادرات الأمريكية المدنية والعسكرية. وأضاف “ينبغي ألا يخطئ أحد، فإن التزامنا في العراق يتبدل، من مجهود عسكري بقيادة قواتنا الى مجهود مدني بقيادة دبلوماسيينا”. لكنه أقر بان “هذه المهام خطيرة، وسيكون هناك على الدوام (مقاتلون) مسلحون بقنابل ورصاص سيحاولون وقف تقدم العراق. الحقيقة، ولو انها صعبة، هي ان التضحيات الأمريكية في العراق لم تنته”. وكان اوباما المعارض بشدة للحرب التي شنها سلفه جورج بوش في العراق عام 2003، أعلن في 27 فبراير بعد شهر فقط على تولي مهامه عن انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق بدءًا بالقوات القتالية. وفي تعديل لما اعتبر خطأ ارتكبته إدارة بوش، ركز اوباما المجهود الحربي الأمريكي في افغانستان، حيث عزز القوات بثلاثة اضعاف منذ بدء ولايته ليصل عددها في سبتمبر إلى 96 الف جندي، بحسب البيت الابيض. وسينخفض عدد العسكريين الأمريكيين في العراق الى حوالى خمسين الفا في نهاية اغسطس بالمقارنة مع 144 الفا عند تولي اوباما الرئاسة. وبموجب الخطة الأمريكية، فإن آخر عناصر القوة العسكرية ستغادر العراق بحلول نهاية ديسمبر 2011. غير أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كلفه اوباما الملف العراقي، اقر الخميس الماضي بأنه لا يستطيع “ضمان” الهدوء في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، ولو أنه أعرب عن تفاؤله في هذا الشان. وكان أكد في اليوم السابق أن الذين كانوا يحاولون زرع “الفوضى” في العراق قد “فشلوا”. وقال أوباما في خطابه ان “نقاشا محتدما حول الحرب في العراق دار في البلاد. وكان هناك وطنيون أيدوا (الاجتياح) ووطنيون عارضوه”. ويضيف “لكن لم يقم يوما خلاف فيما بيننا بشأن دعم اكثر من مليون أمريكي بالبدلة العسكرية خدموا في العراق”.