تجاوباً مع ما نشرته «المدينة» مؤخرا ، اعلنت وزارة الصحة عن توفر وظائف للاطباء والطبيبات السعوديين بكافة الفئات والتخصصات في جميع المناطق باستثناء بعض المرافق الصحية أو الاقسام بالمدن الرئيسية التي تم سعودة وظائفها بالكامل. ودعت الوزارة الاطباء والطبيبات الراغبين في هذه الوظائف الى الحصول على المعلومات اللازمة لتلك الوظائف من خلال موقع الوزارة على الرابط www.moh.gov.sa. وأكدت الوزارة ان التعيين على تلك الوظائف يتم حسب الآلية المعمول بها لدى وزارة الخدمة المدنية مشددة ان الوظائف المتوفرة تستوعب جميع الذين يرغبون العمل في الوزارة من الاطباء والطبيبات السعوديين. وكانت (المدينة) نشرت في عددها الصادر في 20 رجب الماضي تقريراً موسعاً بعنوان (70طبيباً عاطلاً منذ عامين أحدهم سائق ليموزين) وذلك على الرغم من ان 80% من اطباء المستشفيات الحكومية اجانب!! . واكد الاطباء خلال لقاءات اجرتها (المدينة) معهم انهم تقدموا لمختلف المستشفيات من اجل الحصول على وظائف الا انهم لم يتمكنوا من ذلك رغم مرور سنوات على التقديم !!. وأرجعوا ذلك الى تضارب اختصاصات وزارتي الخدمة المدنية والصحة وادارات المستشفيات ، وفي الوقت ذاته اكدت وزارة الخدمة المدنية ان وزارة الصحة لديها صلاحيات التعيين المباشر للاطباء لسد العجز. وقبل أيام قليلة رد د. سامي داود مدير الشؤون الصحية بجدة على الموضوع الذي نشرته(المدينة) مؤكداً وجود قائمة انتظار بالفعل لاطباء الاسنان الراغبين في العمل بجدة. وارجع التأخير في تعيينهم الى رفضهم العمل خارج مدينة جدة وان التعيين على هذه الوظائف يتم حسب اقدمية الترشيح من جانب وزارة الخدمة المدنية. وعلى الرغم من التوسع الكبير في افتتاح الكليات الطبية والصحية لسد العجز في احتياج وزارة الصحة من الاطباء والفنيين الا ان نسبة الاطباء السعوديين في المستشفيات الحكومية لا زالت دون 25% والطاقم الفني للتمريض 23%. وفي حين تضخّ الجامعات آلاف الخريجين سنويا يجد البعض منهم صعوبة كبيرة في الحصول على وظيفة مناسبة!! ومن المتوقع ان تتفاقم المشكلة في السنوات المقبلة في ظل الزيادة الكبيرة المتوقعة في افتتاح المستشفيات في المدن والقرى الصغيرة. وأرجع المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني تدنى نسبة الاطباء السعوديين بالوزراة الى الأجور المرتفعة والحوافز التي تقدمها الجهات الاخرى مقارنة بوزارة الصحة. وقال في تصريح صحفي سابق:إن مشكلة القوى العاملة تعد قضية مزمنة تعاني منها وزارة الصحة كغيرها من الجهات الأخرى، حيث يوجد نقص كبير في الوظائف الصحية بالمملكة مقارنة بالمعدلات القياسية للتشغيل الآمن للمرافق الصحية. وأوضح أن معدل الأطباء في معظم الدول المتطورة يصل إلى أكثر من (3) أطباء لكل ألف من السكان ، فيما لا تتعدى النسبة (1.7) طبيب على مستوى المملكة للنسبة نفسها. وأوضح أن وزارة الصحة تواجه مشكلة في شغل وظائفها الصحية سواء من السعوديين أو المتعاقدين تتمثل في عدم المقدرة على استقطاب الكفاءات والعناصر الجيدة نظراً لضعف الرواتب والحوافز. وتعاني لجان التعاقد التي ترسل للخارج من صعوبات عديدة في إقناع من يتم اختيارهم للقبول بالمرافق الصحية بالرواتب المعروضة. ونوه إلى ضعف الميزانية المخصصة لإعداد وتدريب القوى العاملة بالصحة والتي لا تتعدى 0.4% فقط من ميزانية الوزارة بينما تصل النسبة في الدول المتقدمة إلى 5% مما يصعب من تنفيذ الخطط والبرامج التأهيلية والتدريبية التي تضعها الوزارة لتطوير قدرات منسوبي قطاعاتها كافة سواء داخل المملكة أو عن طريق الابتعاث الخارجي.