لم يكن لدى جيكوب إيفنز الذي يتعامل مع الكلاب المدربة لكشف المفرقعات أي فكرة عن اللغم الذي انفجر تحت قدميه، كما لم يكتشفه كلبه المدرب ولا دورية أمريكية كانت مرت بالفعل فوق الشحنة الناسفة. وصل خبير المفرقعات إيفنز إلى نقطة نولين القتالية للمساعدة في إزالة مجموعة من العبوات الناسفة بدائية الصنع، التي تحصد أعدادا كبيرة من الضحايا من الجنود الأمريكيين والأفغان داخل البلاد بشكل يجعلهم فريسة سهلة في قرية ينشط بها مقاتلو طالبان. كان اللغم الذي تسبب في تشويه قدم واحدة وساقين مخبأ أمام بوابة تؤدي إلى حقل وانفجر في إيفنز (22 عاما) وهو من ولاية تنيسي الجمعة الماضية أثناء التراجع من مسار ومعه دورية أرسلت لدعمه. قال السارجنت ليون ريتشاردز الذي شهد عددا من الانفجارات المماثلة بعد أسابيع فقط من عمله: “كان (إيفنز) محظوظا للغاية. لم يفقد قدمه ومن المرجح أن يتعافى خلال فترة من ستة أشهر إلى سنة”. وشهدت نقطة نولين القتالية -وهي مدرسة أسوارها من الطوب اللبن في وسط حقول للعنب والرمان تمثل مكانا لاختباء المسلحين- بعضا من أسوأ المعارك في منطقة أرغنداب وهي مسار رئيسي للإمدادات والاختراق بالنسبة للمسلحين إلى مدينة قندهار. وفي حين أن نيران المدافع والقنابل تستهدف القاعدة بشكل شبه يومي فإن القنابل البدائية هي التي تحصد أكبر عدد من الضحايا سواء بالنسبة لتأثيرها النفسي أو من خلال إسقاط قتلى وجرحى بين القوات الأجنبية. وفقد جنديان بالفعل ساقيهما. وفي حين أن هذه القنابل أصغر من القنابل التي تستهدف المدرعات ويفضل استخدامها المسلحون العراقيون، فإن استخدامها حظى بشعبية كبيرة في أنحاء أفغانستان في أواخر يونيو الماضي، وبلغ عدد القنابل التي انفجرت أو تم اكتشافها نحو 300 بعد أن كان العدد نحو 50 أسبوعيا في منتصف عام 2007. وقال اللفتنانت تشارلز أسموس (25 عاما) وهو خبير في إزالة المفرقعات من ولاية واشنطن: “الوضع يختلف كثيرا عن العراق. تصعب المناورة بصورة كبيرة في هذه المنطقة. يصعب بصورة كبيرة التكهن بما يمكن مقابلته في اليوم التالي. إنهم يستخدمون عددا من الأنواع المختلفة من أنظمة التفجير”.لكنه قال إن حركة طالبان ترتكب أخطاء في التكنولوجيا التي تستعين بها لصنع القنابل وتستخدم طرقا بدائية تسفر عن انفجار العبوات قبل الأوان، مما يؤدي على الأرجح إلى انفجارها في صانعها رغم أنه من النادر العثور على جثث. وكان إيفنز قال في مقابلة أجرتها معه “رويترز” قبل إصابته إنه يتمنى أن يتمكن كلبه من التقاط أي خطر، نظرا لتدريبه على أكثر من 60 نوعا من روائح المتفجرات ولأنه عمل سابقا في العراق. وقال: “سمعت أن هذه المنطقة التي نحن موجودون فيها الآن هي الأكثر اضطرابا.. الوحدات هنا ماهرة في رعايتنا. أنا لست قلقا حقا بشأن هذا الأمر”.