حذر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ التجار من الغش واحتكار السلع لرفع اسعارها على الناس، والكتاب والصحفيين من اللجوء الى النقد الجارح، والطعن والتجريح والإساءة إلى الأشخاص، والتشكيك في النوايا، مطالبا الجميع بالصدق في القول، وألاّ يقول المسلم إلا صدقا، وان يتحدث بالحقيقة، ويتحلى بالخلق الكريم في اقواله وافعاله. وقال المفتي العام ان بعض التجار يلجأون الى عدم الصدق في البيع او الشراء ، والغش والتدليس على الناس، وهناك من يلجأون الى التحالف مع آخرين لاحتكار سلعة ، وتخزينها بدعوى انها غير موجودة، لرفع سعرها، وهذا الاحتكار يعد تحكما في ارزاق الناس وينطوي عليه كذب وافتراء واضرار بمصالح البلاد والعباد، ولا يجوز شرعا، كذلك حذر سماحته من الذين يضعون شعارات تجارية غير حقيقية على منتجات او سلع، وقال «هذا من الغش لأنهم يأخذون شعارات - علامات تجارية- لسلع معروفة ويضعونها على سلع غير معروفة»، وقال المفتي العام إنه يجب ان يكون التاجر صادقا في تجارته، يتقي الله عز وجل، ويعرف انه يراقبه وهو مسؤول عن تصرفاته واعماله، وان الكذب والغش يمحق البركة على التاجر. كما طالب المفتي العام كتاب الزوايا والاعمدة والصحفيين بتحري الصدق فيما يكتبون، وان يتجنب الصحفيون نشر الاخبار الكاذبة المضرة للدين والعقيدة والوطن، وقال على الصحفي ان ينقل الصدق من الاخبار والمعلومات، وعلى كتاب الاعمدة اليومية او الاسبوعية او كتاب المقالات ان يصدقوا في اطروحاتهم وعرض افكارهم بموضوعية وحياد ، وان يكون هدفهم كشف الحقيقة وخدمة الدين والوطن، وان يظهروا النية الحسنة. وقال المفتي العام ان قضايا المجتمع كثيرة والمشاكل متعددة، ولكن كيف نحلها ونسعى الى ايجاد السبل الناجعة لحلها؟ وكيف نعالج قضايانا، وكيف نطرحها في الصحف؟ ان علينا ان نتقي الله فيما نكتب ونناقش؛ لان المسلم هدفه يجب ان يكون قبل كل شيء الدفاع عن دينه ووطنه واخلاقه وقيمه واقتصاد امته ، فإن ما يطرحه الكتاب من قضايا يجب ان يكون فيه العلاج والحلول، وان يترفع الكتاب عن الطعن والتجريح والذم والهبوط بلغة الكلام الى السب، مؤكدا ان العلاج النافع يكون في الطرح النافع الرصين الذي يقصد الوصول للحق ، لا النزول الى السفه والسب والطعن في نوايا الاشخاص والحط منهم ومن قدرهم. وقال إن السب والتجريح والخوض في الامور الخاصة والطعن في النوايا يفتح باب الشر والقيل والقال، جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحة المفتي العام في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم والتي خصصها للحديث عن الصدق في الأقوال والافعال والالتزام به، وحذر من الكذب والتدليس والغش والخداع.