رسم مدرّب تطوير الذات والتنمية البشرية الدكتور محمد بن سعيد اللويمي استراتيجية في التعامل مع التقاعد قائلاً: ما إن يذكر التقاعد لأحد من الموظفين؛ إلا وتشمئز نفسه ويضيق صدره، وكأنما التقاعد قرين الموت، حتى إن بعض الظرفاء يرى أن كلمة (متقاعد) ناتجةٌ عن الجمع بين الكلمتين (مت) و (قاعد)! وأضاف: بإمكانك أن تجعل من لحظة التقاعد ضيفًا منتظَراً وانطلاقةً جديدة إلى آفاقٍ طالما حجبتك عنها الوظيفة وهمومها؛ ولذا أدعوك لأن تنظر إلى الجوانب المشرقة في التقاعد، لا تنظر إليه تلك النظرة السوداوية، على أنه آخر المطاف ونهاية إنتاجيتك في الحياة. تقول إحدى قواعد الهندسة النفسية: إن الخريطة في الذهن ليست هي الواقع، أي أن الأشياء تبدو لنا من خلال نظرتنا نحن إليها؛ ولذا يقول الشاعر : وما الخوف إلا ما تخوَّفه الفتى وما الأمن إلا ما رآه آمنا ويحدد اللويمي أمورا ينبغي التخطيط لها قبل التقاعد، ومنها: ادعم - قبل التقاعد - علاقاتك الاجتماعية خارج دائرة الزملاء في العمل؛ وأنشئ علاقاتٍ جديدةً بناءة؛ وذلك حتى تستمر الجوانب الاجتماعية في حياتك، ولا تجد أنك قد صرت بلا زملاء أو أصدقاء بين عشيةٍ وضحاها. بعد ذلك فكّر كيف تعوّض النقص الذي سيحدث لمرتّبك - إذا كان هذا النقص كبيرًا وسيربك ميزانيتك، وإن كنت تريد العودة مجددا إلى جو العمل؛ فحاول استثمار تخصصك ومجال عملك السابق قدر الإمكان، وذلك لئلا تبدأ من الصفر، فتتعب في وقتٍ أنت أغنى ما تكون فيه عن التعب! ربما كان من المناسب أن تبدأ في إنشاء مشروعٍ تجاريٍّ مثلاً، أو مكتباً للاستشارات تفيد فيه من تخصصك الذي عملتَ فيه، أو غير ذلك من المشروعات الصغيرة غير المرهقة، وهنا ستجني ثلاث فوائد؛ الأولى: فائدة اقتصادية: وهي الدخل الإضافي الذي ستجنيه. والثانية: فائدة نفسية: وهي التجديد الذي سيؤثر إيجابًا على نفسيتك. والثالثة: فائدة اجتماعية: وهي الاحتكاك بفئاتٍ مختلفةٍ من المجتمع. وختم بالقول: أدعوك أخي المتقاعد دعوةً صادقةً إلى رؤية جمال الحياة، والنظر إلى الجوانب المشرقة للتقاعد، فهو يمنحك وقتاً ، والوقت نعمة كبيرة إذا ما استُغل، كما يمكن أن تجعل من التقاعد فرصةً ثمينةً للتفرغ لأسرتك وأبنائك، والنظر في أمورك الخاصة دنيويةً أو أخروية، وأقول لك: كن جميلاً ترَ الوجود جميلا.