هذه قصة غريبة حصلت لأحد المواطنين من كبار السن حيث نصب عليه أحد السحرة المحتالين، قد تستغربون ما الذي أتى بالشايب للساحر؟، إليكم قصة الشايب المسكين حيث يقول: ( ذات يوم كان لي موعد مراجعة في إحدى المستشفيات وأنا لا أملك سيارة، فاضطررت لأقف بجانب إحدى الطرق وأشير بيدي للسيارات الأجرة لعل واحدة منها تقف وتأخذني للمستشفى، فإذا فجأة وقفت سيارة فارهة وأنا أتقدم لهذه السيارة فإذا بصاحب السيارة قد أنزل زجاجة سيارته، وقال لي: يا عم تعال يا هلا وسهلا فيك، فأتيت فقلت له : قبل أن أركب سيارتك قيمة المشوار للمستشفى 10 ريالات هي التي أملكها فلا تزيد السعر، فرد علي: لا يهمك يا عم أركب والحساب فيما بعد، فركبت هذه السيارة الفارهة التي ربما تكون أول مرة أركب فيها سيارة جديدة، فاتجه هذا السائق صاحب البشرة السمراء بي إلى المستشفى، بصراحة كان شعوري الخوف وأنا داخل سيارته حيث كانت السيارة باردة بسبب تشغيل مكيف السيارة وكانت رائحة البخور تسحر العقول قبل الأنوف، حيث منذ أن شممت بخور صاحب هذه السيارة الفارهة وأنا أشعر بالخمول والكسل، وبعد دقائق وصلت إلى المستشفى فأوقف صاحب البشرة السمراء سيارته أمام المستشفى، فقال لي : يا عم وصلنا للمستشفى فقلت له : جزاك الله خيرا فنزلت من سيارته فقلت له : سأعطيك حق المشوار قال : لا يا عم حق المشوار لا أريده فحلف أنه لا يريد حق المشوار فقلت له : خلاص يا ولدي الله يجزاك خير فحرك سيارته كسرعة البرق، وأنا دخلت بوابة المستشفى فأدخلت يدي في جيبي فإذا محفظتي مفقودة وأنا استغربت من فقدانها حيث لما خرجت من بيتي كانت في جيبي ففكرت في صاحب البشرة السمراء،فقلت : ولكن كيف سرق محفظتي وهي كانت في جيبي الأيمن؟ لم تكن قريبة منه فتذكرت رائحة البخور التي سحرتني لدرجة أني لم أستطع أن أتحرك داخل سيارة هذا الساحر المحتال، فتوجهت لله سبحانه وتعالى فدعوت على هذا الساحر اللعين وقلت : حسبي الله ونعم الوكيل، فلقد ضاعت أوراقي الرسمية من بطاقة الأحوال وبطاقة الضمان وأنا الآن في دوامة بين الأجهزة الحكومية لاستخراج بطاقات جديدة ) انتهت قصة هذا الشايب الذي لا حول له ولا قوة فلقد أصبح ضحية جديدة من ضحايا هذا الساحر المحتال، ما ذنب هذا الشايب المسكين؟، فهذه السيارة الجديدة التي تحدث عنها الشايب من أين أتى بها هذا الساحر؟ من أكل أموال الناس بالباطل والنصب عليهم، وأيضاً اتخذ هذه السيارة الفارهة لتستره عن مطاردة الهيئة فأين رجال الهيئة عن مطاردة هذا الساحر وأمثاله بدلاً من مطاردة ناس لا ذنب لهم؟ فلو تُركوا هؤلاء السحرة ينتشرون في المجتمع يتسترون بالسيارات الجديدة وأقنعة الوجه الكاذبة سيصبح المواطنون قريباً على بساط الفقر وتصبح حكايتهم كحكاية الشايب والساحر!!. خديجة حمدي البدراني - المدينة المنورة