في السادس من تموز يوليو الجاري مرت الذكرى الأولى بصمت مطبق على أرومتشي عاصمة تركستان الشرقية تحت الحكم الصيني وكانت الأخبار قد توالت من أن سلطات بيجين قد عززت قواتها المسلحة في عاصمة الإقليم التاريخي لمواطنيه الأيغور واتبعت ذلك باستدعاء أعيان السكان وتهديدهم من أي فعالية أو صلوات أو إضاءة الشموع لذكرى استشهاد أكثر من مئتين من أبناء الأيغور وجرح أكثر من ألف إثر هجوم مليشيات الهان قومية الصين الشعبية المستوطنة والتي هُجّرت إلى تُركستان لتغيير تركيبتها السكانية، واندلعت المواجهات إثر الاحتجاجات السلمية للأيغوريين عندما قُتل أربعة عمال ايغوريين على يد الهان فأطلقت جموع الهان حملة هجوم وحشي بالسلاح الأبيض نفّذت فيه هذه المجزرة في تغطية مباشرة من سلطات بيجين في الإقليم. وتشديد السلطات الصينية على إلغاء ومنع أي إحياء أو مشاعر معنوية خشية من تذكير العالم بقصة تركستان الشرقية التي احتلتها الصين في توسعها الأخير وعاشت أحداثاً كبرى من الكفاح الوطني لاستعادة استقلال هذا الإقليم لكن الوحشية التي عرف بها الحكم الصيني الشيوعي ومركزية قرارات المواجهة مع سكان الإقليم سَحقت كل تلك المحاولات أو مجرد السماع للمطالب بإعطاء الإقليم الحكم الذاتي وإيقاف حملة الاستيطان ومصادرة ثروات الإقليم لمصلحة المستوطنين الهان. ولذا لم تكترث بيجين بدعوات منظمة العفو الدولية لإجراء تحقيق عن المذبحة خاصة مع توثيق علاقاتها الأخيرة مع واشنطن بل إن بيجين انتقدت موقف تركيا المحدود والوحيد اسلامياً الذي انتقد موقف السلطات من المجزرة وذكّرها بمسؤوليتها التاريخية ووجهت الصين تحذيرا للعالم العربي والإسلامي من أي تعاطف مع الأيغوريين المسلمين في تركستان الشرقية. إن هذا الإقليم المضطهد عاش دورات من القمع التاريخي من سلطات بيجين التي كانت تعتمد على قوتها وقمعها ومصالح العالم معها في منع أي تسريب لأنباء الإقليم وأخباره وحجم التمييز العنصري الذي يمارس عليه . ورغم تأسيس مؤسسة مدنية في الولاياتالمتحدة وفي الغرب تنادي بحق الإقليم وسكانه الأصليين إلا أنّ ذلك الحراك دائماً يضبط من واشنطن ويخفض صوته حتى لا يسبب أي توتر لمصالح الولاياتالمتحدة مع بيجين، وان صمت مؤسسات الرأي العام العربي والإسلامي عن ما يجري في تركستان يُعد جريمة لكون هذا التغييب يخدم خطة التصفية الكلية التي تستهدفها الصين لتهجير الأيغوريين في دورة جديدة من إطباق الهان عليها. وليس المطلوب إعلان الحرب على الصين لكن الحد الأدنى الممكن هو تكثيف الخطاب من العلماء والنخبة وبرامج الإعلام لتسليط الضوء على أوضاع الأيغوريين ومحنتهم التاريخية، وهو ما سيكرس القضية على الواقع لكي تدرك الصين بأنه لا مجال لتصفية هذه القضية وعليها أن تعطي الإقليم حقه الأدنى المتمثل في الحكم الذاتي المباشر وإيقاف عمليات التهجير وتأمين من أُخرجوا إلى المنفى اضطرارياً للعودة إليه واستعادة حقوقهم، ان مجزرة بهذه البشاعة تنجح الصين في طمس معالمها تعني مزيدا من التذكير بحقوق الأقليات المسلمة المضطهدة التي لا يبالي بها أحد مع أنها ذات أرض وتواجد أصيل واحتلت بلادها ككشمير وسلسلة من عذابات المسلمين الذين تستثنيهم دائما حقوق الإنسان والحريات الدولية.