عزفت موسيقى بيتهوفن الألمانية لحناً حزيناً مساء الأربعاء الماضي، وغادر المونديال منتخب الماكينات المرشح الأقوى للقب، وليس على الورق وإنما بما قدمه نجوم المانشفت خلال البطولة. خذلت كرة جابولاني ألمانيا، فكما هو معروف أن جابولاني من شركة أديداس الألمانية، والصحيح أن ألمانيا لم تتأهل للنهائي ولكنها لم تغادر المونديال فهذا المنتخب العريق ثابت والبقية متغيرون، عودوا بالذاكرة لمونديال 2002 فالأربعة الذين تأهلوا لم يبق منهم من مونديال 2006 في دور نصف النهائي سوى ألمانيا، ونفس الوضع تكرر في دور الأربعة لمونديال 2010، تسعة منتخبات تغيرت وبقي المنتخب الألماني الثابت الوحيد، وهذا يدل على قوة الكرة الألمانية، وحتى وهي تنال خسارة مستحقة من اسبانيا تؤكد أنها جديرة بالاحترام، تابعوا ماذا حدث بعد المباراة، بيكنباور قيصر الكرة الألمانية يعترف بالقول كنا محظوظين بخسارتنا بهدف، أما لوف قال قبل المباراة في اسبانيا أكثر من ميسي، وبعدها قال بأن هذا المنتخب الأفضل في السنوات الثلاث الأخيرة، ولكني أتوقف عند مقولة لوف، فقد بالغ كثيراً في قوة المنتخب الاسباني فتخوف منهم وأثر على لاعبيه، وتحول الفريق الأكبر وكأنه الأصغر، وعندما تمنح خصمك مبالغة في قوته حتماً ستخسر، بالتحدي كسبت ألمانياإنجلترا وسحقت الأرجنتين، وبالخوف غادرت على يد الماتادور. في يقيني أن غياب الشاب توماس مولر كان مؤثراً على المانشفت بالبطاقة الصفراء الظالمة في لقاء الأرجنتين، ومن الدروس المستفادة في هذا المونديال أن الفرق الكبرى لا تحتج على أخطاء التحكيم.. تتقبلها وتصمت، هكذا كانت بطاقة مولر والجزائية غير المحتسبة للاعب ألمانيا مسعود أوزيل في نهاية الشوط الأول، أما الأمر الآخر الذي أراه مؤثر جداً هو غياب القيادة الميدانية – هذا ما تحدثت عنه قبل المونديال ألمانيا بلا قائد – وتأثر المنتخب بالضجة التي حصلت من خلال طرد القائد السابق بالاك من المعسكر قبل مباراة دور الأربعة بليلة، فعدم احترام النجوم الكبار وتاريخهم يؤدي إلى السقوط المدوي، ومن وجهة نظري أن التفوق الاسباني جاء لأن الفريق يمتلك بدلاء وحلولا، فالخسارة الألمانية لأن الماكينات 11 لاعباً فقط والبدلاء دون الطموح، ولم يجد لوف بديلاً للموقوف مولر، ولو استمع لنصائح الخبراء وضم لاعبي الخبرة لوجدهم حين احتاجهم يحافظون على التوازن، فمنتخب ألمانيا أرهق بعد المباراتين القويتين أمام إنجلترا والأرجنتين وكسبها بثمانية أهداف، ودفع الضريبة أمام اسبانيا، وذكرنا من قبل بأن الماتادور قابل ل «الثوران»، فالفريق الاسباني لعب مباريات أقل قوة وقدم أداء متصاعداً وجاءت ذروته في اللقاء الأخير. عموماً نقاط مستفادة.. المبالغة في الشباب لا تحقق البطولات، وفريق بلا قائد من الصعب أن ينال إنجازا، وما ذكرته هنا تحديداً قبل المونديال بأن شارة القيادة لألمانيا دائما مشكلة ثبتت قبل اللقاء الماضي، بالمختصر المفيد ألمانيا لم تحترم لاعبي الخبرة وقائدها بالاك وبالغت في الخوف من منافسها فتلقت الصفعة القاسية، وغادرت في وقت كانت أحق فيه بالكأس، أما مواجهة النهائي فهي بين الثور الاسباني والبقرة الهولندية وسأتعاطف مع البقرة لأنها منتجة بحليبها ومشتقاته والنجوم الهولنديين المنتشرين في أندية العالم، وهذا أيضاً تطرقنا له من قبل، وأتمنى أن تنصف الكرة روبين وسنايدر وفان بيرسي وهي التي غدرت بكرويف ونسيكنز ورزنبرينك ومدربهم ميشيل. آخر الكلام: من أراد أن يعرف من هو مانويل جوزيه عليه أن يبحث عنه في جوجل ليقرأ ويرى العجب العجاب.