زرعت البداية الخلافية للمدرب مانويل جوزيه مع الفريق الاتحادي الأول القلق في الأوساط الاتحادية وجماهير النادي بسبب تفضيله شعار (المواجهة) أمام قائد الفريق محمد نور ومطالبته إدارة النادي بالمفاضلة بينه والنجم الكبير مما احدث (أزمة) كشفت في جوهرها عن الفكر التدريبي الذي يحمله المدرب البرتغالي القادم من تجربة طويلة في الكرة الإفريقية وتحديدا مع الأهلي المصري محطته الاخيرة التي غادرها بعد ان ايقن مسؤولو النادي انه قدم كل ماعنده ولم يعد له جديدا يقدمه مع الفريق الذي كان ناجحا في البطولات الإفريقية من قبل ان يتولى جوزيه المهمة. ورغم تحفظ بعض الاتحاديين من اساسه على عملية التعاقد معه على خلفية (استنفاد اغراضه) في أحراش الكرة الإفريقية التي تعتمد على الهواية (المحلية) وعدم تطبيق نظام الاحتراف فيها، إلا ان البعض الآخر أبدى تفاؤلا مشوبا بالحذر وطالب بمنح جوزيه فرصة لتبيان النهج التدريبي الذي سيتبعه مع الفريق ليكشف عن سياسته التصادمية ويرفع عصا التهديد والوعيد مع اللاعبين متبعا سياسة هي في جوهرها تعني (تطفيش) النجوم بشعارات واهية غلافها الصرامة والانضباط وغيرها من الشعارات. (العناد) الذي بدا به جوزيه مسيرته مع الاتحاد في نظر العديد من الاتحاديين، ربما يكتب نهاية هذا المدرب قبل ان تبدا من وجهة نظرهم حيث أشار هؤلاء إلى ان الانجازات والغيرة التي يتميز بها نجوم الفريق لاتحتمل الشك او المغامرة بالتضحية عن هؤلاء النجوم لأجل خاطر مدرب جديد لم تتضح بعد مدى فائدته ونجاحه مع الفريق. المقال كشف الحال على صعيد متصل يرى بعض النقاد والمهتمين بالشأن الاتحادي ان إدارة النادي التي تعاقدت مع جوزيه كانت امامهما فرصة سانحة لتبيان نواياه وسياسته التدريبية من خلال مقال نشره في مجلة (السوبر) الرياضية بتاريخ التاسع والعشرين من ابريل الماضي وتحت عنوان (الديربي الافريقي الكبير) تحدث فيه عن النهج الذي كان يتبعه في التعامل مع لاعبي الأهلي و(استفزازهم) بما لايليق ولا يتقبله المنطق اعتقادا منه ان ذلك هو السبيل لتحقيق الانتصارات التي تعارف جميع المدربين على انها لاتأتي إلا بالخطط الفنية ودراسة نقاط الضعف والقوة في الخصم. والشاهد ان جوزيه وصف لاعبي النادي الأهلي ب(الدجاج) الذين لايوجد (ديك واحد بينهم) وقال بالنص الحرفي(تعمدت إغاظتهم بتذكيرهم انهم لعبوا المباراة الأولى بخوف شديد لامبرر له، وكانهم مجموعة من الدجاج من دون ان يكون معهم ديك واحد).. وكرر ماعتبره الكثيرون إهانة للاعبين عندما قال في فقرة أخرى مانصه حرفيا (سألت كل لاعب إذا كان يريد ان يكون دجاجة مرة أخرى ام لا..وكانت الإجابة بلا، كان الجميع يريد ام يكون ديوكا)!!! نهج معيب لم تتوقف جرأة جوزيه عند هذا الحد في إهانة لاعبي فريقه السابق عندما وصف احد اللاعبين بأنه (ضئيل وقصير القامة) وفي فقرة أخرى وصف نجمين معروفين بانهام (طفلين على الدوام)!ولم يتوقف استفزاز جوزيه وكشف عن وجه آخر في فكره التدريبي مبني على الشك في الاخرين ووصمهم بما ليس فيهم حيث أكد في إحد فقرات مقاله ان(الكل كان ينظر لي بشك وعدم ارتياح)..ويبقى القول ان جوزيه مانويل المدرب الجديد يسعى لفرض سياسة انضباط مبالغ فيها على الفريق الذي وصل نهائي الاندية الاسيوية الموسم الماضي بقيادة الارجنتيني كالديرون وكان قاب قوسين أو ادنى من تحقيقها واللعب للمرة الثانية في بطولة أندية العالم، وكان سلفه هيكتور يؤكد مرارا وتكرارا اعتماده على نجوم الفريق الكبار في تحقيق الانتصارات والبطولات.. ولاتزال الفرصة امام الإدارة الاتحادية (بحسب نظر الكثيرين) لتصحيح مسار المدرب جوزيه وشرح المبادىء والتقاليد التي يقوم عليها نادي الاتحاد.