قمة ملتهبة هذا المساء بدأت قبل أن يحين الموعد شعللها أسطورة كرة القدم مارادونا عندما توعد الألمان بأن يشاهدوا النهائي من منازلهم في ميونيخوبرلين وشتوتجارت، ورد عليه لوثر ماتيوس بأن دموعه وبكاءه في نهائي 90 سيتكرر هذا المساء، ولأنه أكثر منه كرماً سيسمح له أن يبقى ليشاهد النهائي كمتفرج في جنوب إفريقيا، وأضاف أن الخائف والمتوتر هو من يطلق مثل تصريحات مارادونا، وبصيغة مختلفة قال اللاعب الألماني شيفشتايجر أن اللاعبين الأرجنتينيين غير محترمين وعلينا أن نحذر منهم وفي حالة خسارتهم سيخلقون لنا المشاكل بعد نهاية المباراة، وكأنه يستعيد ما حدث في مونديال 2006 والاحتكاك الذي انتهى بإيقاف لاعب الوسط الألماني فرينغز وبالتالي تأثرت ألمانيا بغيابه في لقاء إيطاليا، وتذكروا ذلك التصريح الجميل في نفس البطولة وقبل ذات المباراة ألمانيا وإيطاليا، فالألمان قالوا إن البيتزا طويلة وستتجه إلى روما، ورد الطليان بأنها طويلة وستتجه إلى برلين، حيث يقام النهائي وبعد فوز إيطاليا قاطع الألمان أكل البيتزا الإيطالية وهي مفضلة لديهم واستمر ذلك طويلاً إلى أن كسب البايرن إنتر ميلانو في دوري أبطال أوروبا، فعلق المدرب الألماني “فيلكس ماغات” حان الوقت للألمان أن يستمتعوا بأكل البيتزا هنيئاً مريئاً بعد الفوز على الطليان. كروييف أيضاً كان قد وجه انتقادات للبرازيل وقال إن شراء التذاكر خسارة فيهم ولا يستحقون حفنة يوروهات ودولارات وكرتهم باتت باهتة ودفاعية وفقدت المتعة، وتذكروا من قبل أحاديث قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور عن الكرة الإنجليزية ووصفها بالتخلف وب“طقها والحقها”، والملاسنات قبل مواجهة الجارين اسبانيا والبرتغال. لا جدال أن مواجهة اليوم بين ألمانيا والأرجنتين على صفيح ساخن وبينهما حوار كروي عميق يرتبط بنهائي 86 بالمكسيك لمصلحة الأرجنتين 3/2، ونهائي 90 بروما لمصلحة ألمانيا 1/0 بهدف من ركلة الجزاء للاعب الظهير الأيسر أندرياس بريمي، ثم اللقاء المماثل للقاء اليوم في دور الثمانية 2006 بألمانيا وكسبه المستضيف بركلات الترجيح، والمباراة الأخرى لا اعتقد ان هناك مشكلة لاسبانيا في تجاوز البارجواي. لكن ما يهمني مما سبق هي التصريحات النارية باستثناء حديث شيفشتايجر الخاص وإن كانت له أسبابه فهو خارج النص، أما كلام مارادونا ورد لوثر ماتيوس وتصاريح بيكنباور وكروييف إنها نكهة كرة القدم اثارة وفاكهة تتذوقها الجماهير وتتلذذ بها وتجذبها نحو المباريات للاستمتاع، وتصوروا لو أن هذه التصريحات في منافساتنا المحلية وأطلقها المدربون واللاعبون والمسؤولون عن الأندية، فردة الفعل كلام ما له داعٍ.. يشكل ضغطا على اللاعبين.. استفز الفريق المقابل.. به قلة أدب وعدم احترام للخصم، حتى باتت التصريحات قبل المباريات هي من ليس له داعٍ، وكأن التصريحات خطابات رسمية، غابت الإثارة والجاذبية. أكررها.. كأس العالم بكل ما فيه فرصة للاستفادة لمن أراد أن يستفيد.