قال الضمير المتكلم: في منطقة صحراوية قرب الكويت اجتمع مجموعة من الذين لم يمنعهم لهيب الشمس وجحيم الرمضاء من متابعة عرض الجَميلات بأجسادهن الممشوقة، وشعورهنّ الطويلة؛ نسوا العالم، وسفينة الحرية، وغَزّة، والبَطَالة! أهملوا كأس العالم لكرة القدم في بلاد (نيلسون مانديلا)؛ واجتمعوا للِتّمَتّع بالجَمَال الرّبّاني؛ بدأ العرض، وتهادي الحلوات، ولكنّ الأنظار كانت تُتابع الأغلى والأحلى؛ دَخَل الميدان؛ فتعالت الآهات والأصوات مردّدة ما أجملك! ما أحلاك! وسبحان مَن صَوّرك!! وتسابقت الشّيكَات للحصول على ذلك (الجميل الذي أخذ يمارس الغنج والدلال) حتّى وصل ثمن الحصول عليه (9000 دينار كويتي)، أي أكثر من مائة ألف ريال سعودي!! الخبر نشرته صحيفة الرأي الكويتية قبل يومين؛ والجميلات كُنَّ مجموعة من الأغنام، والعريس السعيد غالي الثمن كان أحد الخرفان!! أمّا الحضور فكانت مجموعة من العقول التي تثبت بما لا شك معه حجم التطور الفكري والحضاري والإنساني للمنطقة، حيث أخذ الإنسان كافة حقوقه، وأصبح التأمين عليه بالمليارات؛ فلم يبقَ إلاّ أن نرفع سِعْر الحيوان ليأخذ نصيبه من الدلال!! يا سبحان الله (مزاين بَعَارِين )، وناقة بمليون ريال؛ مزاد غَنَم وخروف بمائة ألف ريال، وحَمَامة بثلاثين ألف ريال؛ بينما يموت الإنسان في مَزاد الفَقْر من الجوع أو المرض دون أن يحصل على مائة ريال!! أي واقعِ نعيشه؟! نعم أولئك لهم الحرية في أموالهم حتّى لو أحرقوها، أو اشتروا فيها أسرابًا من الحَمَام وطيّروها؛ ولكن هذه الفوضى تحتاج إلى وقفة تأمل لدراسة سلوكيات المجتمع التي تقدم الحيوان على الإنسان، وقاعدة (أنا) ومِن بعدي الطّوفان؛ ولجنة تكشف الحقائق فربما كانت هذه المزادات من وسائل غَسِيل الأموال!! هَمْسَة: في بلاد (الواق واق) سَافَر أحد الأذكياء لبيع (قِرْد)، ولكنه لم يرجِع لأهله، الذين اكتشفوا بعد بَحْث أن سعادة القِرد هو مَن باع الذكي وقَبَض ثمنه!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]