قدّر تربويون في جدة أن مالا يقل عن 80 مليون كتاب تقدّر كلفتها بمليار ريال يتم إلقاؤها سنويا على الارصفة من قبل الطلاب مع نهاية الامتحانات في ظاهرة تربوية سيئة تحتاج الى معالجة سريعة وناجعة داعين التربية الى اتخاذ اجراءات مناسبة تحدّ من هذه الظاهرة عن طريق ربط نتائج الطلاب باعادة الكتب سليمة الى مدارسهم ،فالرائي لأرصفة الشوارع المحيطة بالمدارس او أفنيتها صبيحة يوم الاختبارات سيدهش من حجم الكتب المتراكمة والممزقة التي يلقيها الطلاب قبل دخولهم الى قاعات الاختبارات بحجة عدم الاحتياج لها على الرغم من احتوائها على الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة. “المدينة “ رصدت في جولتها أمس على بعض المدارس هذه الظاهرة وخرجت بآراء متعددة لبعض من تربويي جدة وطلابها . بداية تحدث الاستاذ مصلح الشيخ مدير مدرسة ابن خلدون الثانوية حيث قال: إن الدولة تسعى بشتى الطرق الى تقديم الكتب الجديدة لكل الطلاب والطالبات . فلذلك لم يعد للكتاب المستعمل حاجة ضرورية بل نحن بمدرستنا المطورة أتبعنا آلية العمل من أجل الكتاب وهي بأن نجمع جميع الكتب من جميع الطلاب ومن ثم نتعامل مع احد المصانع المهيأة لإعادة تصنيع الورق ويتم الاتفاق معهم على هذا الامر وبهذه الطريقة نكون قد حافظنا على الكتاب وسحبناه من تحت اقدام الطلاب . أما التربوي الاستاذ سعيد الغامدي( مدير مدرسة سابق) فقد قال: الكتب الدراسية كتب علم ومصادر ثقافة وطباعتها تكلف الدولة الكثير من الجهد والمال فإذا كان لدينا أربعة ملايين طالب وطالبة في مراحل التعليم العام ويسلم لكل طالب ما معدله ( 20 كتابا ) في العام على الأقل فهذا يعني أنه يطبع ما لا يقل عن ( 80.000.000 كتاب ) وهذا يعني أنه يصرف ما لا يقل عن ( مليار ريال ) للكتب فقط وبما أنها تسلّم مجانا فإن أدنى ما يجب أن تقابل به هو الحفاظ عليها وأضاف أ ن سلامة الكتب والمحافظة عليها يعبر عن سلوك الطالب ومظهره السليم كما أن احترامها واجب اجتماعي وتسليمها نهاية العام مثل ما استلمها . ويضيف الغامدي : لابد من ربط استلام نتيجة الطالب بتسليمه الكتب في حالة جيدة خالية من العبث وأن يكون هناك جزء من درجة السلوك أو درجة المادة مرتبط بتسليم الكتب قبل إخراج النتائج. وعندما سألت ( المدينة) عددا من الطلاب حول هذا السلوك المتمثل بإلقاء الكتب المدرسية على الارصفة وفي أفنية المدارس قبل الدخول الى قاعة الاختبار اجمعو على انهم لم يعودوا بحاجة اليها وان دورها انتهى مع الدقائق التي تفصلهم عن التوجه الى القاعات .