بعد أن شاهدت معظم الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم ، فإنني أعتقد بأن الكأس ستكون بين الأرجنتين والبرازيل مع وجود منافسة أوروبية محدودة تتمثل في هولندا ثم كل من إنجلترا وإسبانيا الذين لا يبدو أنهما قد اكتسبا شخصية الفريق البطل حتى الآن . بالنسبة للأرجنتين فأعتقد بأنها الفريق الأقوى على المستوى العالمي بدون منازع . ولعلي لا أتجاوز الحقيقة لو قلت بأن الأرجنتين تفصل بينها وبين باقي المنتخبات العالمية ، هوة سحيقة . لكن تاريخ كرة القدم علمنا أن الأقوى والأجدر لا يفوز دائما ، وتاريخ كأس العالم بالذات سجل فوز فرق متواضعة وغير مرشحة كإيطاليا في مونديالي 82 و2006 . في نفس الوقت فقد خسرت البطولة فرق عظيمة شهد لها الجميع بالأفضلية المطلقة ، كالمجر 54 وهولندا 74 والبرازيل 82 والأرجنتين 2006 . الفريق الأرجنتيني كما شاهدت يتميز بالسرعة والانسجام والأداء العالي على المستويين الجماعي والفردي . هذا عدا عن كون الفريق يضم الأسطورة ميسي ، بالإضافة إلى مجموعة من أعظم مهاجمي العالم مثل ميليتو وتيفيز وهيجواين وأغويرو . أما في خط الوسط فيوجد كل من ماسكيرانو وصانع الألعاب الشاب الموهوب باستوري . أما خط الدفاع والحراسة فيبدو أن الحكم لا يزال مبكرا عليهما . ورغم أن بعض الفرق لا تكشف أوراقها في المباريات الودية ، ورغم أن طبيعة هذه المباريات لا تسمح بإجراء تقييم دقيق لواقع الفرق التي تخوضها ، فإن هذه المباريات قد تكون مؤشرا على العديد من الأمور الهامة ، ومن ضمنها الفكر الاستراتيجي الذي يعتمده الفريق . وقد كان واضحا من خلال مباراة كندا أن الأرجنتين تمتلك فكرا استراتيجيا يعرف جيدا كيفية الوصول إلى مرمى المنافس بأبسط الطرق . وقد اختبر مارادونا من خلال هذه المباراة أكثر من رسم تكتيكي ، ونجح في تجربته التي أثمرت عن خمسة أهداف من الصعب نسيانها . بالمقابل فإن الجيل الذي سيمثل البرازيل في المونديال القادم سيفتقر إلى ما كانت تتمتع به الأجيال السابقة من وجود مواهب كبيرة ولاعبين خلاقين يمكنهم إحداث الفارق . لكن البرازيل يظل واحدا من أكثر الفرق المنضبطة تكتيكيا ، كما أنه الفريق الذي يبدو أنه الأكثر قدرة على التنظيم الدفاعي. وتبقى شخصية البطل التي يمكن للاعبي البرازيل تقمصها في الأدوار المهمة ، هي أهم العوامل التي يمكن أن تساعد البرازيل على الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في مشوارهم الجنوب أفريقي. إذا سارت الأمور بشكل طبيعي فإنني أعتقد بأن الأرجنتين ستحقق اللقب.