وعي مجتمع دائما نشتكي.. دائما نتذمر.. دائما ما نلقي باللوم والنقد على الآخر، لقد أتعبنا أنفسنا والآخر دون إن نعلم الحقيقة أو بالأصح نتجاهل معرفة الحقيقة حتى لا نغير ما بداخلنا. وعي الفرد يشكل وعي المجتمع نحو طريقة تفاعل المجتمع مع ما حوله من خدمات مثل الكهرباء والبريد والمرور وغيرها الكثير، اعتدنا على انتقاد مثل تلك الخدمات دون ان نحاول اصلاح نظرتنا وتعاملنا معها. على سبيل المثال أنظمة المرور فنحن نسرع ثم نتذمر إن عوقبنا على ذلك ولا نتقيد بأنظمة السلامة ونطالب بعدم محاسبتنا، كذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر لا نلتزم بمواعيد شراء التذاكر أو لا نتقيد بمواعيد الرحلات ثم نلقي اللوم كل اللوم على خدمات الطيران، ناهيك عن اسرافنا في استخدام الكهرباء ثم نطالب بخفض قيمة الاستهلاك ونتمادى الى النقد اللاذع والتقليل من جودة الخدمة. مجتمعي العزيز لماذا لا نلتزم بالأنظمة الخدمية ومحاسبة انفسنا أولا واخرا على كيفية التعامل معها ثم نرى النتيجة الحقيقية لذلك؟! لابد أن نعلم بأن وعينا الصحيح للخدمات يجعلها في كفاءتها التامة في نظرنا وفي الواقع، التعامل الجيد وعدم القاء اللوم وتوجيه التذمر يحقق للجميع مصلحة وضع تلك الخدمات. مجتمعي العزيز لابد وأن نعيد النظر وطريقة التعامل مع تلك الخدمات ونتجنب انطباعية النقد والتقليل من قيمتها، لابد وان نزيل نظرية ايجاد العيوب وابدالها بتصحيح طريقة تعاملنا معها حتى نصبح مستفيدين منها ونرتقي بوعينا وسلوكنا العام الى العالم الأول، ودمتم مجتمعا واعياً. سعيد آل حالي-جدة --- فن الزحلقة لم أكن الأول الذي يكتب تحت هذا العنوان بل الأديب توفيق الحكيم هو الذي سبقني في كتابه يقظة الفكر.. وكتب تحت العنوان و حكى واقعاً مريراً تتمثل فيه هذه الفنون الزحلقية.. وإنه لغريب أن هذا الفن موجودٌ منذ ذلك التاريخ.. وليس بجديد على أننا الآن في مرحلة الاحتراف فيه بل في مرحلة الأستذة ولنا أكاديميات ومؤسسات تعلم وتدرس هذا الشئ في بلدنا ودعونا نرى قصته ونستشف منها واقعنا ومدى التشابه في الفعل وإن اختلفت المصطلحات.. (وليس المقصود هنا فن « الزحلقة « فوق الجليد في المشاتى الجبلية ، بل فن « زحلقة « المسئولية والاختصاص في إداراتنا الحكومية. وهو في الحق فن قد اكتسبناه بكثرة الممارسة ، وحذقناه بطول المران.. ولعل من سبق له اشتغال بالقضاء ، خصوصا في الأرياف قد مرت به ، على الأقل مرة، حادثة « الجثة « التائهة.. جثة القتيل الملقاة في النهر، تستكشف عند المركز، فيتبرم رجال الحفظ بها وبعواقب انتشالها وما يؤدي إليه أمرها من التحقيق والتفتيش والتشريح ، وكد وتعب وجرى وراء الفاعل وتحمل النتائج وتعرض لتبعات. فما لهم ووجع الدماغ.. وفي الإمكان التعامي عن الجثة بلباقة ، أو تخليصها من أعشاب الشاطئ برشاقة ، ودفعها إلى التيار ، هدية كريمة إلى مركز آخر ، ويحملها التيار إلى المركز الآخر فيصنع بها ما صنع الأول متحاشيا لمسها ، متهربا من استقبالها ، متبرعا بها للمركز التالي.. وتسبح على متن التيار إلى المركز التالي ، فيتنكر لها هو أيضا ويتأفف ويتضجر ولا يقر له حال ولا يهدأ له بال حتى « يزحلقها « إلى من بعده. وهكذا دواليك... أما الوقت الذي ذهب هباء في هذه التصرفات ، وأثر الجريمة الذي ضاع ، والمصلحة العامة التي فاتت بسبب هذه الإجراءات... فمن يدفع ثمنها ، وعلى من يقع وزرها وقد طمست معالم المسؤولية بين هذه المراكز المختلفة ؟!هنا براعة فن «الزحلقة».. وليس هذا الفن مقصورا على الريف دون المدن ، ولا على زمن دون زمن ، ولا على مصلحة دون مصلحة ، فالتفوق فيه بحمد الله مشاع بين الجميع) ص126 هكذا يشرح لنا الحكيم بطريقة أدبية ما يحدث لنا في بعض المؤسسات الحكومية أو المنشآت الخاصة.. من حيث المعاملات والطروحات الجديدة قديماً وحديثاً.. ومشكلة بحيرة الصرف الصحي.. ومشكلة البطالة ومشكلة قيادة المرأة للسيارة من القضايا العامة إلى القضايا الخاصة من معاملات في الدوائر الحكومية التي تمارس معك فن الزحلقة. أعتقد علينا أن ننشر الوعي بهذا الفن.. ليس للاقتداء به، بل لنقده والقضاء عليه.. فهناك فنون أهم وأفضل علينا إتقانها. عبدالمجيد حسين تمراز – جدة ---- في قاعة الامتحان في أيام الامتحانات : يعرف الطالب وأهله قيمة الوقت ، فيحرصون على عدم تضييع أي لحظة منه ، وتجدهم شحيحين على أوقاتهم - وهكذا هي الحياة – فأغلى ما فيها وقت المرء ، فإذا ضاع ضاع منه كل شيء ، فلنحرص على أوقاتنا ، ولنعمرها بما يفيدنا في الدارين . - في أيام الامتحانات : يشتد اتصال الآباء بأبنائهم ، وتتضاعف المراقبة لهم ، وملاحظة تصرفاتهم ، فجدير بهم أن يكون هذا ديدنهم على الدوام ، ولا أدعو هنا للمراقبة المنفَِّرة ، وإنما هي دعوة للزيادة في الحرص عليهم وملاحظتهم والعناية بهم ، لأننا نرى وللأسف الشديد التفريط من قِِبل الآباء، ثم يبكي ويندم عليهم في ساعة لا ينفع فيها الندم . - في أيام الامتحانات : يأتي الترقب للنتائج ، والخوف من الإخفاق ، فهلا حرصنا جميعا على أفضل النتائج لنا في الامتحان الأكبر ، وعلى النجاح في الدارين . والحديث حول الامتحان لا ينتهي. لكن لعلي أن أختم بتذكير من أحب من المسلمين : بتذكّر الامتحان اليومي الذي نعيشه في حياتنا ( فنحن في قاعة امتحان كبرى ) أسئلتها بين أيدينا والجواب في متناولنا بإحسان العمل ، والقيام بما أوجبه الله علينا في قاعة امتحاننا : المراقبون كثر ( ملائكة الرحمن ، وضميرك الطاهر، والأرض والخلق ، والرب فوق الجميع سبحانه في علاه) في قاعة امتحاننا : لا تملك الإمهال لو طلبته من الملائكة بل هي لحظة كلمح البصر ، وتصير إلى دار الجزاء والحساب في قاعة امتحاننا : التنوع في الابتلاء ظاهر ، فهذا ممتحن بفقر ، وذاك بغنى ، وآخر بمرض ، ورابع في عافية ...في تنوعٍ لا منتهى له ، وكله ممتحن و الناجح من قام بالعبودية في كل ابتلاءاته . وهناك امتحان قد ابُتلي فيه الجميع – وهو ابتلاء الجوارح والشهوات – فكم رسب في قاعة امتحاننا : ليس هناك دور ثانٍ ولا فرصة للإعادة ، ولا مجال فيها للتعويض ، بل هي حياة تعيشها لمرة واحدة تحدد مصيرك الأبدي (إما إلى جنة قد جمعت الخير كله -جعلك الله من أهلها –أو نارا تلظى - أعاذك الله من شرها). عادل عبدالعزيز المحلاوي - أملج