** عندما تشكّلت حكومة هارولد ويلسون العمالية في بريطانيا سنة 1964م كانت تضم شخصية نسائية عرفت من خلال أدائها الصحافي، وهي الوزيرة باربرا كَسِل Barbara-Castle، وظلت كَسِل نشطة في مجال الخدمات الاجتماعية حتى بعد تجاوزها الثمانين عامًا. ** في عام 1975م، وبعد خسارة رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث الانتخابات لصالح “ويلسون” مرة أخرى، لم يكن يدور بخلد الطبقة الارستقراطية التي كان عادة ما ينتخب زعيم الحزب من بينها، أن امرأة من طبقة متوسطة وهي “مارجريت تاتشر” سوف ترشح نفسها لزعامة الحزب، ولكنها بالإرادة والتصميم وصلت إلى قمة الهرم السياسي، بل إنها حققت معدلاً قياسيًّا في استمرارها في رئاسة الوزراء لفترات ثلاث متتالية بين عامي 1979م - 1990م، وذلك عندما اضطرت أمام إصرار زملائها على مغادرة داوننغ ستريت، وهي تذرف الدموع. ** بعد هزيمة حزب العمال في الانتخابات الأخيرة، واستقالة زعيم الحزب “جوردون براون” لفتح الطريق أمام طاقات من الجنسين لتولي زعامة الحزب، بدأت الاستعدادات لدخول حلبة الترشيح وتتطلب في البداية حصول من يدخل دائرة الترشيح حصوله على دعم 33 نائبًا، وهو الأمر الذي تحقق للنائبة ذات الجذور الإفريقية “داينا ابوت” Dian-Abbott البالغة من العمر 56 عامًا، والتي هاجر والداها من “جامايكا” في الخمسينيات الميلادية. ودخلت مجلس العموم كأول نائبة سوداء في عام 1987م، ولفتت انتباه أعضاء مجلس العموم بقدرتها الخطابية، وبما أنها تنتمي ليسار الحزب، فهي بالتالي تدافع عن حقوق الأقليات داخل المجتمع البريطاني، وقد ارتفع أخيرًا عدد النواب المسلمين في مجلس العموم إلى ستة نواب معظمهم ينتمون لحزب العمال الذي اختار أيضًا شخصيات مسلمة، وأخرى ذات جذور إفريقية لمجلس اللوردات. ** ونقلت صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية “June - 16 - 22,2010” بأن هذه المرشحة حظيت بدعم المرشح الأقوى لزعامة الحزب ووزير الخارجية السابق “ديفيد ميلباند” وكذلك وزير العدل “جاك سترو”. ** يبدو أن وصول أوباما لرئاسة الولاياتالمتحدة قد وصل تأثيره إلى الجزيرة البريطانية التي تفاخر بعراقة ديمقراطيتها ونظامها الحزبي التعددي.