طراد الأسمري أحد شبابنا المبدعين ، الذين يبدعون في فضاء خاص يقع خارج تغطية وزارة الثقافة . شاعر وصحفي ومدوّن يكتب بحدّ السكين ، لديه مدونة جميلة اسمها : حلم أخضر ، معنيّة بقضايا الفقر والبطالة وهموم الشباب وتعرية الفساد المالي والإداري الذي أصبحنا ننافس فيه دول العالم بشهية مفتوحة . فازت مدوّنة حلم أخضر لطراد بجائزة البوبز العالمية فئة : (مراسلون بلا حدود ) لعام 2010 ، ومسابقة البوبز التي تنظمها هيئة الإذاعة الألمانية العالمية دويتشه فيله الألمانية Deutsche welle من أكبر المسابقات العالميّة للمدونات ، ولها فئات عدة منها فئة : مراسلون بلا حدود التي تنافس على جائزتها 924 مدونة من مختلف دول العالم ، تم ترشيح المدونة من قبل لجنة تحكيم عالمية ضمن 11 مدونة ، خضعت لتصويت الجمهور الذي رشح مدونة حلم أخضر للجائزة . ومؤسسة دويتشه فيله Deutsche welle مؤسسة إعلامية ضخمة تضم أكثر من 1500 شخص في 60 بلدا ، وتبث على مدار الساعة بأكثر من 30 لغة ، ولديها بث تلفزيوني مشترك مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني ، وأكاديمية تعنى بشئون تدريب الإعلاميين ، وهذه المؤسسة تهدف إلى دعم الحوار بين الحضارات ،ونشر مبادئ وقيم الديمقراطية ، واحترام حقوق الإنسان . فاز فلم طراد الأسمري القصير الذي لا تتجاوز مدته سبع دقائق ( راتبي ألف ريال ) بالجائزة ، وهو فلم يحكي معاناة حارس أمن سعودي مرتبه 1200 ويعول 7 أشخاص ، ببراعة فائقة حافلة بدراما سرية موجعة . كان دافع طراد الأسمري لإنتاج هذا الفلم هو الرد على رئيس هيئة حقوق الإنسان في تصريحه لجريدة الشرق الأوسط الذي قلل فيه من دور ظاهرة الفقر في المملكة . والفلم الفائز لبنة صغيرة في حلم طراد الأسمري الأخضر لمحاربة جدب النفوس وتصحر المشاعر ضد كرامة الإنسان وحقوقه ، في بلد يملك أضخم احتياطي نفطي في العالم ، وتمتد يده الحانية إلى جهات الأرض الأربع . اليوم يطرح طراد في مشروعه النبيل وحلمه الأخضر فكرة : المبادرة الوطنية للتكافل الفكري ضد الفقر ، ساعيا من خلالها إلى ترسيخ ثقافة الإحساس بمعاناة شريحة واسعة من الفقراء والمعدمين ، وتحويل نبل الإحساس إلى ممارسة حضارية من خلال رؤية استشرافية تطمح إلى (أن تكون هذه المبادرة حجر الأساس لبناء أول ” بنك معرفي ” سعودي يحتوي على مبادرات وأفكار خلاقة تعالج العديد من مشكلات الفقر وتحد من آثاره. ( طراد الأسمري نموذج لكثير من المبدعين الذين يناضلون لزراعة براعم الفرح ، و فسائل السعادة في صحراء نفوس مجدبة ، انفتحت عليها الدنيا فأهلكتها ، وعلينا جميعا أن نبتهج بطراد وبأحلامه ، وأن نسقي هذا الحلم الأخضر بدعمنا ومؤازرتنا له ، ليكون حلمنا جميعا . إن حلم طراد تعرية لزيفنا ، ونقد لأخطائنا ، وعلينا ألا نخجل من الخطأ ، وأن نعترف بالقصور فهذا نصف الحل . الخجل الحقيقي أن نظل نسدل الحجب على عوراتنا وقصورنا ، وندعي أننا مجتمع من الملائكة لا تعرف الخطأ ، ولا تقع في الخطيئة ، ونطالب الآخرين أن يجعلوننا في درجات الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا : وهذا هو الخطأ والخطيئة معا ، فا الحضور الخلاق ، والإنجاز الحقيقي ممارسة وليس شعارات براقة ، والناس حين يحددون تقاسيم صورتك فإنهم يتذكرون أفعالك ، ولا تطالب الآخرين بأن يجعلوك قديسا ، وأنت غارق في الخطيئة فلا يستقيم الظل والعود أعوج [email protected]