صباح الخير يا عميد.. انبلج الليل، وفجّ النور، وعاد النمور، وقالها نور، رغم أنها عاندته، ولكنها لم تتمالك نفسها تعاند (الغيور). قانون الكرة رغم أنه ظالم في الكثير من المرات، إلاّ أنه وعى واستقام، وكان من الظلم أن لا يطول ليل السبت الفائت أكثر ممّا طال. قدم الاتحاد كل شيء، ورفضت الكرة (الانصياع)، بل تمرّدت على المرمى، ولكنها طاعت صاغرة في نهاية الأمر.. العميد بطل أغلى الكؤوس، رغمًا عن أنف الكرة التي لم يكن لها أنف، وإلاّ لاشتمّت مبكرًا أن الكأس ذاهبة إلى جدة (عروس البحر الأحمر)، ظلت (120) دقيقة تحترق، تنتظر نورها يعود بها، ولتبدأ مرحلة (عتاب) رقيق معها.. فقد عاندت لعامين متتاليين العميد، وربما عرفت أن ثمة نداء قادمًا من هيكتور (المتخصص) لهذه الكأس، ولصاحب توليفتي الانتصار على (الهلال) الذي خبا نوره مع كواكب العميد. هيكتور تعامل بواقعية، وجيريتس تاه في زحمة (الغرور)، وظن لاعبو الهلال أن البطولات تأتي دونما جهد، أو عطاء. وكان من الطبيعي أن تنتصر الكرة الجميلة، فقد فكك نجوم العميد ترسانة الوسط الأزرق، وتركوها للقاصي والداني يشاهد تلك المقدرة التي خبت أمام العمل الدؤوب من لاعبي الاتحاد، وظن مَن ظن أن غياب (حديد) سيؤلم الستار المهم في الفريق الأصفر، ولكن كريري كان برئتين، وقدّم (ملحمة) من الصعب تكرارها، صال وجال، ومنح الأمان لكل لاعبي الاتحاد، وتكفّل بدور نور في وسط الميدان، بعد أن أشغله هيكتور بمهام الهجوم والإنجاز، ففعل كل ما يتمنّاه الحاذقون، وأنهى سيطرة أفضل وسط في الفرق المحلية، ولم نشاهد نيفيز، ولا ويلي هامسون، ولولا الجهد الخارق الذي قدّمه المخضرم عمر الغامدي، لشهد الهلال ليلة أكثر قساوة ممّا انتهى عليه اللقاء. كم هي ظالمة (ركلات الحظ) لو لم تنصف العميد، وكم هي الكرة جائرة لو لم تطع نور في اللمسة (الخاتمة). نعم هناك متسع للفرح، فقد أتى بعد ظلمة حالكة، ومن حق الاتحاديين أن يفاخروا بفريقهم الذي انتصر، ولم ينكسر رغم كل ما صادف من أمواج عاتية، ومتاريس قاسية، وحظ (أصم)، وبعد الأفراح مطالب الاتحاديين أوسع من فوهة هذا الفرح، بأن يكون عميدهم في الموسم المقبل بإشراقة تطل على جميع البطولات، بإعداد مبكر، واختيار أمثل للاعبين الأجانب، وانتقاء محلي يغلق بعض الثغرات، ولا ضير إن قلت مدرب (قوي) وفاهم، وإن غضب مَن غضب، فالاتحاد لا يجب أن تسير مركبته على العواطف، ولا بتيار الدموع، ولا بد من عمل أكثر احترافية.