انتقد أسامة النجيفي، القيادي البارز في قائمة"العراقية"بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والامين العام لتجمع"عراقيون الوطني"، الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب"اتخاذها موقف المتفرج حيال التداعيات التي طرأت على العملية السياسية في العراق، سيما وأن لإيران اليد الطولى في البلاد"، كاشفا عن لقاء جمعه مؤخرا مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قبيل قرار المحكمة الانتخابية باعادة عملية العد والفرز يدويا لنتائج انتخابات دائرة بغداد الانتخابية، الامر الذي أدى الى إلغاء لقاء كان مرتقباً بين علاوي والمالكي. وأوضح النجيفي في مقابلة مع “المدينة” بأن حواره مع الأكراد سوف لن يكون على حساب الثوابت والقضايا الوطنية في البلاد التي لا يمكن التخلي عنها (بحسب قوله)، مؤكداً في الوقت ذاته"عدم ممانعة الاكراد حيال هذا الامر وذلك لإدراكهم حجم التغييرالذي طرأ على الساحة العراقية"بعد الانتخابات التي جرت في 7 من مارس (آذار) الماضي. وفيما يلي نص الحوار: * ما هو رأيك بالتطورات الاخيرة التي طرأت على الساحة العراقية، ابتداءً من قرار المحكمة القضائية باعادة العد والفرز انتهاءً بإلغاء أصوات المرشحين؟ - هناك جملة من العمليات الملفقة التي أنتهجت من أجل إبعاد القائمة العراقية عن الصدارة، فهناك موضوع قرارات هيئة المساءلة والعدالة (بديل اجتثاث البعث)، فضلاً عن العديد من العمليات التي يراد منها استهداف العراقية وتغيير النتائج التي حصلت عليها خلال الانتخابات التي جرت في 7 من مارس (آذار) الماضي، الامر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على العملية السياسية برمتها. * من هي الجهات التي تقف وراء استهداف العراقية؟ - هناك العديد من الكتل السياسية، كذلك جهات في هيئة المساءلة والعدالة تقف وراء الممارسات التي تستهدف العراقية، فنرى بين الحين والآخر بان إجراءات غير قانونية يتم الاعلان عنها تباعاً، والتي غالباً ما تخالف القوانين التي شرعت منظومة مراقبة المرشحين، سيما مع غياب مجلس النواب (البرلمان) الذي يعد دوره أساسيا في متابعة إجراءات هيئة المساءلة والعدالة وهذا أمر غير موجود على الارض..واللافت بالموضوع ايضاً هناك مواضيع حسمت ولكن فجأة تم الرجوع اليها خلال المرحلة الراهنة سواءً بابعاد الفائزين فضلاً عن بعضاً من الخاسرين الذين تم ابعادهم أيضاً. * برأيك كيف سيكون رأي الشارع العراقي حيال تلك الاجراءات؟ - أعتقد ان العملية السياسية في خطر، خصوصاً وأنها بدأت تفقد مصداقيتها وذلك من خلال استهانة بعض الاطراف برأي الشعب العراقي، وهذه الاستهانة تتمثل من خلال شطب أسماء بعض المرشحين ومن بينهم فائزون في الانتخابات، الامر الذي يفقد كتلا معيّنة مقاعدها لتتفوق عليها قوائم أخرى، وعليه فان الشارع سيتأثر بهذه الاجراءات التي تصادر حقه باختيار من صوت له في الانتخابات الأخيرة. * ما هي الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الأزمة؟ - نحن نعتقد أن طريقة التعامل مع الانتخابات والنتائج كانت غير قانونية، سيما وأن هناك محاولات من أجل القفز على النتائج الامر الذي لا يعطي اطمئنان من وجود شراكة حقيقية بالحكومة المقبلة أو العملية السياسية برمتها، حيث نرى بان هناك من يريد الصدارة وبمبادرة من بعض الكتل (لم يسمها) لتشكيل الحكومة المقبلة. * كيف تفسر قرار المحكمة الانتخابية التابعة لمفوضية الانتخابات باعادة فرز نتائج مدينة بغداد، وعدّها يدويا؟ - نعتبر قرار إعادة العدّ والفرز الذي أمرت به المحكمة الانتخابية أمرا غير مبرر، فمن المتوقع أن يكون هناك خطر على آليات الديمقراطية في البلاد إذا تم الأمر وفقاً لطلب جهة دون غيرها، لا سيما وأن هناك من يستغل القانون والسلطة التنفيذية لتمرير أهداف سياسية معينة تضمن لهم الفوز بترأس دفة الحكم في البلاد خلال المرحلة المقبلة. * ما صحة الانباء التي تحدثت عن نية انسحابكم من العملية السياسية؟ - إن هذا الأمر لم يقرّ ولم نتخذ هكذا قرار بعد، سوف ننتظر نتائج العمليات التي لا نستطيع الا ان نشبهها بالمهزلة وبعدها سيتم التعامل مع الوضع على ضوء ما يستجد على الساحة. * حصل وأن التقيت رئيس الوزراء نوري المالكي، في فترة تردد بان أمريكا تسعى الى وساطة بينه وبين زعيم قائمتكم إياد علاوي، ما حقيقة هذا الموضوع؟ وما الذي خرجتم به من لقائكم مع المالكي؟ - اللقاء جرى مع المالكي، لكن بدون أية وساطة أمريكية، حيث نجد ان الاخيرة تتخذ موقف المتفرج وان لايران الذراع الطولى في البلاد، فقد كان لقائي مع المالكي مباشراً تم توضيح الكثير من الامور خلاله.. اما بالنسبة للقاء علاوي والمالكي فان الامر توقف في الوقت الراهن بسبب اجراءات هيئة المساءلة والعدالة الاخيرة فضلاً على قرار إعادة العد والفرز، خصوصاً واننا نرى بانه لا تتوفر فرصة حقيقية للحوار حيث ستتعطل الامور لفترة طويلة على اعتبار ان من يتولى إعادة العد والفرز ومن ثم قضية الاجتثاث الكتلة ذاتها التي نريد التحاور معها. * ما تعليقك حيال دعوة زعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم التي وجهها الى الكتل الفائزة للجلوس على الطاولة المستديرة؟ - مفهوم الطاولة المستديرة الذي طرح لا يخدم تشكيل الحكومة المقبلة، لانه يلغي النتائج والفوز، فهم يتحدثون على استحقاقات متساوية، وأننا نتحدث عن مناقشة الاصلاح السياسي والدستور وأمور أخرى، أما تشكيل الحكومة فان هناك كتلة فائزة يجب التحاور معها من أجل ذلك. * باعتقادك هل البلاد تتجه نحو ما لا يحمد عقباه؟ - نحن نرى بان القرارات الأخيرة ستؤدي الى تصدع العملية السياسية، الأمر الذي قد يتسبب بانهيارها، كما أن مثل تلك القرارات تعتبر أمورا غير مستقيمة تشكل خطرا على البلاد، بعد أن وجه متخذو تلك القرارات للشعب العراقي رسالة مفادها عدم جدوى الانتخابات، مما قد يدفع ببعض التيارات إلى تشجيع العنف والفوضى وهذا ما لا نتمناه.