سحب الجناح الهولندي اريين روبن البساط من تحت أقدام زميله الفرنسي فرانك ريبيري وفرض نفسه نجما مطلقا لبايرن ميونيخ الالماني بعد ان لعب دور المنقذ مجددا مساء الاربعاء بتسجيله الهدف الوحيد في مرمى ليون الفرنسي في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا. "هل سيبقى ريبيري مع بايرن او سيرحل الى ريال مدريد... ما هو حجم المبلغ الذي سيدفعه الفريق الاسباني... هل يصل الى 80 مليون يورو... ام سينجح اداريو بايرن في اقناعه بتمديد عقده؟"، هذه هي الاسئلة التي كانت تطرحها وسائل الاعلام الالمانية والفرنسية والاسبانية في الاشهر الاخيرة، لتجعل من ريبيري "النجم المنشود" الذي تسعى جميع الاندية الكبرى للتعاقد معه لكن احدا لا يملك الاموال التي "تفي" هذا اللاعب حقه باستثناء ريال مدريد، وبدرجة اقل تشلسي الانجليزي. لا يوجد هناك ادنى شك بشأن موهبة ريبيري وقدراته الفنية، لكن ماذا قدم للنادي البافاري او حتى لمنتخب بلاده على صعيد الالقاب، الجواب بسيط: "لا شيء يذكر حتى الان" بخلاف مساهمته في حصد بطولة الدوري الالماني قبل عامين، بينما حمل روبن النادي الالماني الذي انضم اليه بداية الموسم على كتفيه في اللحظات الحاسمة وليس في المباريات التي تنتهي بفوز الفريق بفارق ثلاثة او اربعة اهداف. يريد ريبيري الانتقال الى فريق "كبير" بامكانه ان يرفع الكأس الاوروبية الغالية، وهو يرى ان ريال مدريد يستطيع ان يحقق حلمه هذا، لكن المفارقة هي ان فريق بايرن باكمله قد يذهب الى مدريد كون ملعب الريال "سانتياغو برنابيو" سيستضيف النهائي في 22 الشهر المقبل، ولكن على الارجح بدون النجم الفرنسي الذي يواجه عقوبة الايقاف لمبارتين بعد طرده ضد ليون. بدل الركض وراء ريبيري لكي يمدد عقده ربما من الاجدى ببايرن ميونيخ ان يعمل منذ الان على الحفاظ على روبن بعدما فرض نفسه "بطلا" لبايرن ميونيخ خلال الدور الثاني من دوري الابطال عندما منحه هدف التأهل على حساب فيورنتينا الايطالي حين كان الاخير متقدما 3-1 في لقاء الاياب (ذهابا 2-1 لبايرن)، قبل ان يطلق كرته الصاروخية في شباك الحارس الفرنسي سيباستيان فراي. ولم ينته الامر عند هذا الحد، فقد قاد النجم الهولندي فريقه الى نهائي مسابقة الكأس المحلية على حساب شالكه (1-صفر بعد التمديد) بهدف جاء من كرة صاروخية رائعة بعدما راوغ عدة مدافعين، ثم حطم قلوب عشاق مانشستر يونايتد الانكليزي وقاد بايرن الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 2001، في مباراة اعتقد فيها الجميع ان فريق "الشياطين الحمر" ضمن تأهله الى نصف النهائي للمرة الرابعة على التوالي بعدما عوض خسارته ذهابا 1-2 بتقدمه على ضيفه البافاري 3-صفر بعد مرور 41 دقيقة. لكن الكرواتي ايفيكا اوليتش قلص الفارق في نهاية الشوط الاول قبل ان يخطف روبن الذي غاب عن مواجهة الذهاب في "اليانز ارينا" بسبب الاصابة، هدف التأهل للنادي البافاري قبل ربع ساعة على النهائي عندما وصلته الكرة عند حدود المنطقة اثر ركنية نفذها من الجهة اليسرى ريبيري فاطلقها "طائرة" في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الهولندي ادوين فان در سار. وجد روبن طريقه الى الشباك في 20 مناسبة في جميع المسابقات منذ ان انضم الى بايرن قادما من ريال مدريد، لكن الهدف الذي سجله امس بتسديدة صاروخية يرتدي اهمية كبرى كونه وضع النادي البافاري على مشارف التأهل الى النهائي للمرة الاولى منذ 2001 والثامنة في تاريخه المتوج باربعة القاب (1974 و1975 و1976 و2001). وفي مقابل تألق روبن، كاد ريبيري ان يقضي على حلم فريقه في التواجد على ارضية ملعب "سانتياغو برنابيو" في 22 الشهر المقبل، بعدما طرد في الدقيقة 37 اثر خطأ على الارجنتيني ليساندرو لوبيز، لتتفاقم مشاكل الدولي الفرنسي المتورط في فضيحة جنسية احتلت الصفحات الاولى في الصحف الفرنسية والاوروبية وان لم توجه اليه اي تهمة رسمية حتى الان. لكن الارقام تعادلت في الشوط الثاني عندما رفع الحكم الايطالي روبرتو روسيتي البطاقة الصفراء الثانية في وجه لاعب وسط ليون جيريمي تولالان ليطرد من المباراة، وبالتالي سيغيب لاعبا المنتخب الفرنسي عن لقاء الاياب على الاقل. واعتبر فان غال ان البطاقة الحمراء التي نالها ريبيري "مشكوك بصحتها"، في الوقت الذي رأى فيه الظهير المميز فيليب لام بانه "من الصعب ان تواسي فرانك بعد هذه البطاقة الحمراء، انه لاعب ممتاز ويريد الفوز دائما".