تكون الواسطة محمودة إذا ما وظفت واستخدمت استخدامًا صحيحًا شرعيًا لمساعدة أي إنسان ..إما لأخذ حقه أو لدفع الظلم عنه أو للصلح بين المتخاصمين ،وفي نفس الوقت تعد الواسطة من أخطر وأكبر أنواع الفساد بكافة أنواعه وأبعاده ، فكثير من قضايا الفساد يمكن كشفها من خلال الوثائق والمستندات،أما الواسطة فمن الصعب اكتشافها ،لأن الأسباب تُموه ، والقرائن والأدلة يعاد منتجتها ، ومن هنا تبرز على السطح فئات، تدور حول أدائهم جدالات عدة ،هل هم في المكان المناسب،هل هناك تكافؤ فيما بين جهودهم المركزية المحدودة و المنصب الذي يشغلونه ؟ . إلى متى ونحن لا نتقدم أو نخطو خطوة إلا من خلال فلان أو علان ، إلى متى وزمن المحسوبيات والواسطات يسطر صفحات عديدة من تعاملاتنا وعلاقاتنا وواجباتنا وحقوقنا؟ إلى متى ندعها تخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح ؟،لماذا يصر البعض ممن ينتهجون مبدأ الواسطة في جميع مناشطهم إلى خلق مناخٍ خصبٍ من الفساد وقهر العباد وسلب الحقوق ، أم أن هذه الفئة تسعى إلى حقن السم الزعاف في همم الجادين لتقتل فيهم الإبداع والتنافس الشريف ،وتحرم الوطن من الكفاءات الحقة.. بالواسطة والمحسوبية بين زيد وعمرو، و( إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن الله). عذب الكلام.. قال تعالى:(من يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً) النساء آية 85.