عامان وثلاثة أشهر مضت على زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لمحافظة الليث وعدد من مراكزها الإدارية، في إطار جولة تفقدية شملت عددا من المحافظات التابعة لمنطقة مكةالمكرمة بهدف الاطلاع على مشروعاتها والالتقاء بالمشايخ والمواطنين والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم. وقام سموه خلال هذه الزيارة بتدشين ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التنموية في المحافظة منها: مستشفى الليث العام، تحلية المياه، الكورنيش الجنوبي، مبنى إدارة التربية والتعليم للبنات إضافة إلى بعض المشروعات السياحية الخاصة. وفيما تستعد المحافظة لاستقبال سموه اليوم الثلاثاء، قامت (المدينة) بجولة على تلك المشروعات لمعرفة إلى أي مدى وصل الإنجاز فيها وما المشروعات المتعثرة أو التي لم تبدأ حتى الآن. وكشفت الجولة عن تأخر إنجاز هذه المشروعات، بل أن الكثير منها لم يبدأ العمل فيه بعد لسبب أو لآخر، فمبنيا تعليم البنات والإشراف التربوي لم يبدأ العمل فيهما بعد، بسبب تأخر البلدية في تسليم الأرض المخصصة لهما، وفقا لما ذكره مدير التربية والتعليم لتعليم البنات محمد بن مهدي الحارثي، وتسببت أخطاء في التصاميم والتنفيذ في تأخير المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع الكورنيش، وكذلك الحال بالنسبة لمشروع المستشفى الجديد، حيث أفاد مصدر مسؤول بأن السبب يعود إلى اعتراض المقاول على الموقع أرضه الرخوة وانخفاضه عن مستوى سطح البحر، وبالتالي مطالبته بزيادة المبلغ المعتمد للمشروع بنسبة 30%. وذات الشيء ينطبق على المشروعات السياحية التي أعلن عنها خلال الزيارة، حيث بقى الوضع على ما هو عليه رغم تواصل زيارات اللجان المختصة للمحافظة. كورنيش الليث هذا المشروع يشتمل الجزء الأول منه على ممر للمشاة بطول 1500 متر وأعمدة زينة وإنارة ومظلات شمسية وجلسات عائلية وألعاب للأطفال ومنطقة مفروشة بالرمل الأبيض، فيما يشتمل الجزء الثاني منه على مناطق خضراء وجلسات للعائلات، والجزء الثالث على منطقة عائلات وسوق تجارية ومنطقة لألعاب الأطفال. والمساحة الإجمالية للمشروع أكثر من 4 كيلو مترات مربعة، وتكلفته الإجمالية ثمانية ملايين ريال. وأوضح مصدر في بلدية الليث أنه تم إنجاز المرحلة الأولى وأوقف العمل في المرحلتين الثانية والثالثة بسبب أخطاء في التصميم والتنفيذ، بما يحول دون تحقيق الأهداف المنشودة دعما للسياحة الداخلية من خلال المشروعات السياحية العملاقة، مع التأكيد على عدم حرمان الأهالي من الكورنيش. وأضاف المصدر: “سوف تعاد دراسة وتقييم التصاميم الحالية، لأننا لا نريد لها أن تكون نقلا لما هو موجود في المدن المجاورة، بل نريده وفق مواصفات عالمية”. وأكد أن الاعتماد المالي لم يطرح الا هذا العام بقيمة 5 ملايين ريال. مبنى تعليم البنات والإشراف التربوي أذن الأمير خالد الفيصل خلال الزيارة ببدء العمل في مشروع إنشاء مبنى إدارة التربية والتعليم لتعليم البنات ومبنى إدارة الإشراف التربوي لتعليم البنات، إلا أنهما لم يريا النور حتى الآن. وأوضح مدير التربية والتعليم لتعليم البنات محمد بن مهدي الحارثي أن السبب يرجع إلى تأخر البلدية في تسليم الأرض المخصصة لمبنى الإدارة إلى الآن، مضيفا أن المشروع سيطرح للمناقصة بمجرد استلام الأرض. المستشفى الليث العام وهو مشروع تبلغ سعته السريرية مائة سرير بتكلفة إجمالية تسعة وتسعين مليون ريال ويخدم محافظة الليث وجميع القرى التابعة لها وهو من المشروعات الحيوية التي تحتاجها المحافظة بشكل سريع وعاجل، خاصة وأن المستشفى الحالي يقدم خدمات متواضعة ويمتلك إمكانيات ضعيفة جدا، هذا المشروع وضع رغم أن الأمير خالد الفيصل وضع حجر الأساس لمستشفى الليث العام الجديد خلال هذه الزيارة، إلا أن المقاول لم يبدأ تنفيذه، ليبقى الموقع خاليا تماما إلا من اللوحة التي توضح مكان المشروع وحاجز من الزنك انهار جزء كبير منه. مصدر مسؤول في مستشفى الليث العام الحالي قال: إن المقاول استلم الموقع منذ وقت مبكر؛ إلا أنه لم يبدأ التنفيذ حتى الآن، مشيرا إلى أن هناك مخاطبات مستمرة واتصالات مع المقاول ووزارة الصحة بهذا الشأن. و أضاف: المقاول يتعذر بوجود العديد من الإشكاليات في الموقع، منها أنه منخفض عن مستوى الشارع، إضافة إلى أن مستوى سطح البحر أعلى من مستوى أرض الموقع. كما علمنا أنه ينتظر رد الوزارة على التقرير الذي رفعه المتضمن طلبه بزيادة المبلغ بنسبة 30 % من القيمة الإجمالية لأن إنشاء المبنى كما ذكر يحتاج إلى عمل قواعد الأساسات بنظام الخوابير كون الأرض رخوة، وطلب في حالة رفض ذلك إعطاءه خطابا بعمل قواعد الأساسات بالنظام العادي. وأشار المصدر إلى أن وزيري الصحة الحالي والسابق زارا المحافظة ووعدا بتسريع تنفيذ المشروع إلا أنه لم تظهر أي بوادر مشجعة حتى الآن، رغم حاجة المحافظة الملحة لمثل هذا المشروع. المشروعات السياحية وجه سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أثناء لقائه مع مشايخ وأهالي الليث بتوفير وتخصيص أرض تكفي مساحتها لإنشاء مدينة عصرية حديثة ومتكاملة لأهالي المحافظة، وإقامة مدينة سياحية كواجهة بحرية لليث، مؤكدا أن المحافظة تتمتع بثروات طبيعية وإمكانيات كبيرة وجزر وشواطئ بكر يجب المحافظة عليها وعدم إقامة أي مشروعات صناعية بها. وفي هذا الإطار زارت محافظة الليث وجزرها البحرية العديد من اللجان منها: لجنة مشكلة من ثماني وزارات وهيئات حكومية هي وزارات الشؤون البلدية والقروية، الدفاع والطيران، الداخلية، العدل، البترول والثروة المعدنية، المالية، الاقتصاد والتخطيط، إضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار بهدف الوقوف على المناطق السياحية التي تمتلكها المحافظة وبحث إمكانية إقامة متنزه لتسلق الجبال في قمم جبال الرزان واستثمار منطقة العين الحارة والقلاع والحصون والمناطق الأثرية في المحافظة والمراكز التابعة لها وإقامة أسواق شعبية إلى جانب اختيار الموقع المناسب لإقامة المدينة السياحية التي سوف تنشأ في الليث. وعلى الرغم من تواصل هذه الزيارات بصفة دورية إلا أن وضع المحافظة ظل على ما هو عليه دون أي تغيير ولم تظهر بوادر تقاريرهم وزياراتهم.