تمتاز العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بالود والتواصل والتشاور المستمر في بلدين؛ ينظر كل منها للآخر على أنه شريك دائم في الهدف والمصير في جميع المجالات. فعلى الصعيد السياسي تشهد العلاقات بين البلدين قدرًا كبيرًا من التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية. وعلى الصعيد الاقتصادي الذي يمثل أبرز مجالات التعاون بين البلدين، تعد السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين منذ القدم، حيث كان اقتصاد البحرين يعتمد على صيد اللؤلؤ. ونظرًا لأن البحرين كانت المركز الرئيس لتجارة اللؤلؤ في الخليج، فقد كان اللؤلؤ الذي يستخرج من الشواطئ السعودية يعرض للبيع في أسواق اللؤلؤ بالبحرين. أضف إلى ذلك أن ما تصدره السعودية من تمور وماشية وصناعات يدوية للبحرين، وفي المقابل فمعظم احتياجات السعودية من مواد غذائية وملبوسات كانت تأتي إليها عبر البحرين. وبلغ حجم الاستثمار بين البلدين إلى نهاية عام 2006 أكثر من 11مليار ريال. ومن جهة أخرى فإن حركة السياحة بين البلدين تشهد تناميًا ملحوظًا بفضل الإجراءات التي اتخذها البلدان، فيما يتعلق بالدخول والخروج عبر جسر الملك فهد ومنها القرار الصادر عام 2003 بعدم ختم جوازات السفر والسماح للسعوديين والبحرينيين بالدخول في كلا الاتجاهين ببطاقات الهوية فقط، اضافة الى الجهود التي تبذلها البحرين لتنمية النشاط السياحي، من خلال إقامة المنشآت السياحية المتطورة وتشجيع السياحة العائلية وسياحة اليوم الواحد التي جذبت عددًا كبيرًا من السعوديين؛ نظرًا للقرب الجغرافي وسهولة الدخول عبر جسر الملك فهد الذي لا يتجاوز طوله 25كيلو مترًا بين البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية. وقد بلغ عدد السائحين سنويًا لمملكة البحرين اكثر من 4 ملايين زائر. وفي المجال الثقافي فعلاقات التعاون بين البلدين متشعبة وتغطي جميع المجالات الفنية والأدبية والتراثية والإعلامية؛ حيث قامت سفارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في البحرين خلال العام الجاري بتنظيم أسبوع ثقافي سعودي بحريني وحظى هذا الأسبوع بإقبال كبير من الجانب السعودي والجانب البحريني، بالإضافة إلى ذلك تقام معارض الفنون التشكيلية بصفة دورية في كلا البلدين، اضافة الى اهتمام البلدين بتنظيم مهرجانات الأيام الثقافية سنويًا، كما ان البحرين تحرص على المشارك في فعاليات مهرجان الجنادرية، الذي يقام في المملكة العربية السعودية بشكل سنوي، ويعد الجناح الخاص بالبحرين من أكبر الأجنحة الخليجية، وذلك لما لهذا المهرجان من أهمية كأحد أهم المهرجانات الثقافية التي تقام في المنطقة وتعكس هذه المشاركة مدى الترابط الثقافي القوي الذي يربط بين البلدين.