رغم أن المواسم المحلية الأوروبية قد شارفت على النهاية، فإن الدوري الإسباني هو الذي يبدو أقرب إلى الحسم من نظرائه في مسابقات الدوري الأكثر قوة في أوروبا، وأعني بهما الدوري الإنجليزي ثم الدوري الإيطالي. الدوري الإيطالي يشهد منافسة عنيفة لم يشهد لها مثيلا منذ سنوات عديدة، وخصوصا عندما نجح نادي روما في اقتناص الصدارة الأسبوع الماضي مستفيدا من تعادل غريمه إنتر ميلان خارج ملعبه مع فيورنتينا. وأعتقد أن المنافسة ستبقى مشتعلة حتى الصافرة النهائية للمباراة الأخيرة من الدوري لمعرفة هوية بطل هذا الموسم. في إنجلترا يبدو الوضع بالنسبة لتشلسي مريحا نوعا ما بعد تعثر منافسه المباشر مانشستر يونايتد الذي خرج متعادلا أمام بلاكبيرن، ثم سقوط منافسه الآخر آرسنال على ملعب وايت هارت لين أمام منافسه اللدود توتنهام هوتسبيرز. في رأيي أن تشلسي سيحسم اللقب هذا الأسبوع إذا ما استطاع الخروج بالنقاط الثلاث من ملعب وايت هارت لين حيث اللقاء المرتقب بينه وبين توتنهام (اللقاء تم بالأمس وبعد كتابة المقال بيومين) الذي يطمح بدوره للتأهل إلى مسابقة دوري الأبطال. المباراة ستكون صعبة على تشلسي للغاية وبالذات بعد الارتفاع الهائل في معنويات لاعبي توتنهام الذين عوضوا خروجهم من الكأس بفوزهم على غريمهم التقليدي آرسنال في مباراة كانت تحمل كل عناصر القوة والإثارة. هناك أيضا المباراة الأخيرة في جدول الدوري التي ستجمع بين تشلسي وبين ليفربول على ملعب الأخير. وهذا يعني أن تشلسي معرض لخسارة أربع أو خمس أو ست نقاط ستمكن مانشستر من اللحاق به أو التقدم عليه فيما لو استطاع مانشستر أن يحسم نتائج مبارياته الأربع الأخيرة لصالحه. وهو أمر صعب ويظل مرهونا بمدى قدرة مانشستر على تقديم عرض متميز في مباراته المقبلة (المباراة أقيمت قبل موعد نشر المقال) ضد غريمه التقليدي وجاره اللدود مانشستر سيتي على ملعب الأخير. إذن المسألة لا زالت مفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان شلسي يبدو هو الأقرب في ظل الهبوط الذي شاب أداء مانشستر يونايتد الذي يبدو أن معاناته بسبب الخروج من دوري الأبطال الأوروبي ما زالت قائمة. بكل المقاييس أعتقد أننا نتابع موسما استثنائيا.