من قديم قال سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية: إن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخطاء، مثلها مثل أي جهاز أو إدارة حكومية، والحق أن الهيئة لا تستنكف من النقد البناء، لأنه يصحّح مسارها، ويعينها على أداء واجباتها، ويشكل جهاز رقابة يعمل لصالحها، لكننا كما نطالب رجال الهيئة بالتثبت من الوقائع، والتحلّي بالرحمة والستر مع المخالفين، واستهداف الإصلاح وليس العقوبة، فإن المنتقدين للهيئة وهم كثر هذه الأيام مطالبون بذلك أيضا، آخذين في اعتبارهم جلال المهمة كفريضة كبرى من فرائض الإسلام، وطبيعة أي عمل بشري ألاّ يسلم من التجاوزات والأخطاء. من هنا أجد من الواجب أن أحيّي برنامج الهيئة لملتقيات التوعية، التي افتتح أولها سمو الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والتي ستشمل كافة العاملين في الهيئة في مختلف مناطق المملكة، وهي موجهة للعاملين في الميدان بالدرجة الأولى. * * * يقول معالي رئيس الهيئة في خطابه الافتتاحي: «لقد أعلنّا في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا العام 1431، عام العمل الميداني، ويأتي هذا الملتقى التوجيهي الأول ضمن برامج وفعاليات تطوير العمل الميداني، إذ نستهدف من هذا الملتقى التوعية والتوجيه لأعضاء العمل الميداني، من خلال عمل تراكمي يستمر بإذن الله دون انقطاع، وفي كافة الفروع، ليكون العضو الميداني قادرا على الإسهام في حفظ أمن المجتمع واستقراره، وتوجيهه نحو العلاقة المثالية مع الخالق سبحانه وتعالى، وهي مطالبة دائما بترجمة أهداف الرئاسة، إلى رسائل اتصالية مؤثرة تستهدف العاملين في الرئاسة وأفراد المجتمع، ويتم توظيف كافة وسائل الاتصال الشخصي والجمعي والجماهيري لنشرها،والإقناع بها، لتحقيق أهدافنا على أكمل وجه بإذن الله». «إن هذه الملتقيات التوعوية لأعضاء الهيئة – كما يقول معالي رئيس الهيئة – قد أعدّت لتكون فرصة للقاءات مباشرة مع المسؤولين في المنطقة، وتبادل الخبرات والتحاور في القضايا المشتركة، لنحقق التكامل والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، ويراعى في برامجها التوعوية والتدريبية مختلف مستويات الموظفين ومهامهم الإدارية والتنفيذية، وقد وضعنا لذلك خططا توعوية وتوجيهية للخمس سنوات القادمة، تتضمن جدولا زمنيا يأخذ في الحسبان طبيعة المناسبات التي نتعامل معها ميدانيا، والاحتياجات المتكررة للأعضاء، مع مراعاة أهمية الاستباق والمبادرة، والاستفادة من الخبرات في المؤسسات الحكومية، التي تشاركنا حماية المجتمع وحفظ أمنه واستقراره». «وتحت شعار عام العمل الميداني، خطت الرئاسة خطوات متقدمة في تطوير هذا الجانب الرئيسي من عملها، فأعضاء الهيئات في كافة فروع الرئاسة يتلقون الخدمات التدريبية في أرقى بيوت الخبرة في جامعاتنا، وعلى أيدي أفضل الخبراء، من خلال تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجامعات، والتي تتوّج هذا اليوم بالشراكة مع جامعة الملك خالد بأبها، لتقدم لهذا الفرع كافة الخدمات التدريبية والاستشارية والبحثية، متطلعين الى تحقيق الرؤى التطويرية والتكاملية لقيادتنا الرشيدة». * * * ذلك جهد تطويري هام، يوجّه لرجال الهيئة العاملين في الميدان، وهم واجهتها التي يطلع الناس عليها ويتعاملون معها، والذين يمكنهم بالعمل الجاد إن شاء الله، من تغيير الصور النمطية الخاطئة التي لا يزال الكثيرون يحتفظون بها للهيئة ورجالها.