قال الضَمِير المُتَكَلِّم : في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس الماضي : اعترف الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد ، بأن منابر الجمعة في مجملها قَصّرَت في مناصرة الجيش السعودي في حربه الأخيرة ضد المتسللين من الحوثيين ، وأكد السّديري: هذا ما دعا الوزارة لإقامة برنامج لتعزيز الانتماء الوطني لدى خطباء الجمعة. أيضاً تبدأ وزارة الشؤون الإسلامية قريباً في تنفيذ برنامج ضخم لتَفْعِيل دور خطباء الجمعة في ترسيخ الأمن الفكري في المجتمع السعودي ، وتحقيق الوسطية والاعتدال، ومواجهة الانحرافات الفكرية من خلال تكوين لجنة تنفيذية في كل منطقة من مناطق المملكة تتولى إعداد تنفيذ وتنسيق إقامة ندوات للأئمة تعالج هذا الموضوع. الحقيقة أن اعتراف المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية بقصور منابر الجمعة في التعاطي الإيجابي مع قضايا الوطن والمجتمع خطوة مهمة في طريق التصحيح للإفادة من المنبر في خدمة المجتمع ؛ وهنا وقْفْتان: الأولى : أن الآلية المعتمدة حالياً في اختيار الأئمة غير دقيقة ؛ فَكان من نتائجها (صِرَاع المَنَابِر) حيث اعتلى المِنْبَر أئمة إقصائيون يُوَظِّفون خطبة الجمعة لنشرِ أَجِنْدتهم الفكرية الخاصة ، وتصفية حساباتهم مع معارضيهم ، والنّيلِ منهم بالذمّ والشّتم والدعاء عليهم وتحريض الناس ضدهم. أيضاً رَكِب صهوة المنبر من كانت الخَطَابَة بالنسبة له مجرد وظيفة هامشية يكسب منها دخلاً إضافياً يتورم منها حسابه البنكي ؛ ولذلك فهو في أطروحاته بعيد عن قضايا مجتمعه ؛ فموضوعاته مكرورة مُمِلّة ؛ يقرأها من كتاب قديم مسجوع العبارات ، أو يَنسَخها من الإنترنت ثم يرددها كالببغاء دون إدراك لمعانيها !! الثانية : أن التركيز على ترسيخ الأمن الفكري ، ومحاربة الأفكار المنحرفة يجب أن لا ينسينا الإفادة من خُطَب الجمعة في معالجة أمور أخرى يحتاجها المجتمع كنشر أخلاقيات المعاملة ، والتصدي لبعض الأخلاقيات والسلوكيات المخالفة. من فَضْلَة القول التأكيد على أهمية خطبة الجمعة في توعية المجتمع والتأثير به ؛ ولذا فالحاجة ماسّة للاهتمام بها وتجديد أدواتها وموضوعاتها لتلائم لغة ومستجدات العصر حتى لا تُغَرّد خارج السرب ، وتدور في فَلك التكرار المُمل. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]