عثر أمس على حوالى 100 عامل احياء من اصل 153 احتجزوا منذ ثمانية ايام داخل منجم غمرته المياه في شمال الصين، وقد تم انتشال 77 منهم حتى بعيد الظهر امام عدسات التلفزيون. وقال المسعف واي فوشنغ وهو يبكي من شدة التأثر "انها معجزة. الامر يستحق كل العناء، يستحق ان لا ننام منذ عدة ايام"، وفق ما نقلت وكالة انباء الصين الجديدة. وتم اخراج 77 عاملا من المنجم بحسب مشاهد عرضها التلفزيون، وأعلنت وكالة الصين الجديدة ان "مئة عامل على الاقل" ما زالوا على قيد الحياة، بعدما اعلن سابقا عن 95 عاملا احياء. وشهد محيط منجم وانغجيالينغ بمقاطعة شانكسي حركة محمومة من سيارات الاسعاف وفرق الانقاذ فيما تم اخراج الناجين على حمالات، وفق مشاهد نقلها التلفزيون المركزي في بث مباشر. ويتابع العمليات مسؤولون باللباس المدني وسط حشد من فرق الانقاذ والفرق الطبية فيصفقون كلما يتم اخراج ناجين مغلفين بأغطية خضراء ووجههم مغطى بمحارم او ثياب لحماية عيونهم من النور بعدما امضوا ثمانية ايام في الظلمة. وتم اخراج الناجين التسعة الاوائل ليل الاحد الاثنين ورحب بهم بالتصفيق الاف الاشخاص احتشدوا على طول طريق سيارات الاسعاف التي نقلتهم الى المستشفى، بحسب وكالة انباء الصين الجديدة.وكان الناجون التسعة الذين ينتمون الى فريق العمل نفسه يعانون من جفاف تام وقد امتنعوا عن شرب مياء البئر خوفا من إصابتهم بأمراض، على ما اوضح التلفزيون المركزي. واعلنت وكالة تشاينا نيوز سيرفيس انهم كانوا في حالة مستقرة قبل ظهر أمس ، نقلا عن مسؤولين في مستشفى مدينة هيجين الواقعة على مسافة خمسين كلم من منجم الفحم في مقاطعة شانكسي. وبعد العثور على العمال التسعة الاوائل، عاد الامل الى المسعفين وخصوصا بعدما افاد مسؤول في مديرية امن العمل عن سماع اصوات في المنجم تشير الى احتمال العثور على عمال آخرين على قيد الحياة. ورصدت أول مؤشرات الى وجود احياء الجمعة حين سمع المسعفون طرقات كانت ناتجة على ما يبدو عن ضرب على انبوب، وقد اخرجوا قسطلا مطوقا بسلك معدني ربطه حوله ناجون على ما يبدو. وسارع المسعفون عندها الى انزال مواد غذائية من الفتحة الضيقة التي اخرج منها القسطل على امل ان يتلقاها اي ناجين قد يكونوا ما زالوا موجودين في المنجم. ونجح المسعفون برفقة غطاسين السبت في الدخول الى المنجم لمعاينة المكان، فيما كان حوالى ثلاثة الاف شخص يعملون منذ مطلع الاسبوع على ضخ المياه التي غمرته. ورصدوا مساء الاحد شعاع ضوء قادهم الى اوائل الناجين. وصباح أمس نزل 300 مسعف الى المنجم من جديد. وهذه النهاية الاقل مأساوية مما كان متوقعا من شأنها ان ترفع معنويات العمال في هذا القطاع الذي دفع ثمنا فادحا هذا الاسبوع، حيث قتل ثلاثون شخصا وفقد العشرات في خمسة حوادث مختلفة. ومناجم الفحم الصينية التي تؤمن حوالى 70% من حاجات البلاد من الطاقة معروفة بظروف العمل البالغة الخطورة فيها. وقتل العام الماضي 2631 شخصا في مناجم الفحم الصينية ما يوازي معدل سبعة قتلى في اليوم، وان كانت الحصيلة تراجعت بنسبة 18% عن العام 2008.