تذكرتُ بعد قراءة مقال الأستاذ محمد أحمد مشاط تحت عنوان (حراس يغلقون النوافذ) في جريدة “المدينة” في العدد (17145) الصادر يوم الجمعة 17ربيع الآخر 1431ه، الذي انتقد فيه أحد الكتّاب لنشره مقالاً بمناسبة معرض الكتاب الدولي الذي انعقد في الرياض قبل أيام تساءل فيه قائلاً: “إن كان الذين كانوا في المعرض سوف يختارون الكتب المفيدة ليقرأوها” تذكرتُ هنا ما قرأته عن أمريكي اسمه جاكسون براون، بلغ ولده مبلغ الشباب، وتأهب لدخول الجامعة، فجلس الوالد وبيده ورقة وقلم لكي يدون بضع نصائح حياتية قد تنفع الولد في مستهل حياته المستقلة، وبدلاً من أن يكتب عشر أو عشرين أو ثلاثين نصيحة بلغ عدد النصائح أكثر من 1500 نصيحة، وكان منها: إذا صادفت كتابًا جيدًا فاشتره حتى لو لن تقرأه. وهذا يرد على كاتب المقال الذي انتقده الأستاذ المشاط.. إذا كان افترض الكاتب أن الذين تهافتوا على شراء الكتب قد اختاروا المفيد من الكتب، ولكنه يشكك في أنه قد لا يُتاح لهم الوقت لقراءتها. أمّا إذا كان يقصد في تساؤله أن الناس المتهافتين على الشراء لن يقبلوا على الكتب المفيدة، وإنما سيكون اختيارهم غالبًا من المتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، وكل ذلك بقصد المباهاة والديكوريشن، فنحن مع الكاتب الذي انتقده المشاط. على الرغم من ذلك المثل الفرنسي الشهير القائل: “إن نصف الكتب لا تُنشر، ونصف الكتب التي تُنشر لا تُباع، ونصف الكتب التي تُباع لا تُقرأ، ونصف الكتب التي تُقرأ لا تُفهم، ونصف الكتب التي تُفهم يُساء فهمها”!! وهذا يحدث في مجتمع لا حرّاس فيه يغلقون النوافذ. فطب نفسًا أيُّها الكاتب الكريم.