كل من شاهد مباراة الذهاب بين آرسنال وبرشلونة لا بد وأن يكون قد وقع تحت تأثير الصدمة . لقد ظهر أن هناك فرقا هائلا بين الفريقين قد يصل إلى حد الفجوة أو الهوة . ولقد بدا لاعبو آرسنال رغم عودتهم إلى المباراة وخروجهم بالتعادل بعد أن تخلفوا بهدفين اثنين في الشوط الثاني ، وكأنهم ينتمون إلى فئة الشباب أو الناشئين أمام لاعبي برشلونة مكتملي النضج . برشلونة كان بإمكانه أن يحسم المباراة من خلال ربع الساعة الأولى لولا تسرع المهاجمين وفي مقدمتهم إبرايموفيتش ، ولولا تألق حارس آرسنال ألمونيا الذي عاد وارتكب خطأ فادحا أدى إلى تسجيل الهدف الأول لبرشلونة في نصف الدقيقة الأول من الشوط الثاني. من وجهة نظري فإن المباراة وضحت أن آرسنال ما زال يحتاج إلى الوقت ليكتسب شخصية البطل . وهذا في رأيي أهم العوامل التي جعلت آرسنال يبدو صغيرا أمام منافسه القادر على فرض إيقاعه وشخصيته وأسلوبه على الفريق المنافس . ورغم أن التعادل الذي حققه آرسنال يعتبر بمثابة فوز إذ جاء بعد تأخر الفريق بهدفين ، إلا أنني لا أعتقد بأن آرسنال يمتلك فرصة مواتية في لقاء الإياب الذي سيجمع بين الفريقين يوم الثلاثاء المقبل على ملعب كامب نو . برشلونة قدم عرضا مثاليا للكرة الهجومية القائمة على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة بغية تشتيت تركيز لاعبي الفريق المنافس وخلق ثغرات يمكن الوصول من خلالها إلى المرمى . أما آرسنال فقد قضى وقتا غير قصير من المباراة مكتفيا بدور المتفرج وكأنه تلميذ مبهور بأداء أستاذه . من ناحية أخرى يبدو أن مانشستر يونايتد كان في يوم نحسه عندما حل ضيفا على بايرن ميونخ الألماني . المباراة كانت تكتيكية إلى حد كبير ، ولقد نجح مانشستر في تحقيق مبتغاه حيث ظل محتفظا بالتقدم ومختزنا طاقاته البدنية حتى الدقائق العشر الأخيرة التي فقد خلالها لاعبو يونايتد تركيزهم . ويبدو أن لمباراة تشلسي المرتقبة التي سينشر هذا المقال بعد إقامتها بيوم واحد ، دور في ذلك . لكن هذا لا ينفي أن الحظ خدم بايرن ميونخ كثيرا وخصوصا في الهدف الأول . أما الهدف الثاني الذي جاء من خطأ فادح من الظهير الأيسر إيفرا ، فقد كان للحظ دور في توقيته القاتل حيث تم تسجيل الهدف في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع . وتبقى إصابة وين روني هي أكبر ضربة تلقاها الفريق في يوم نحسه بميونخ .