• بكل الحب ودعني يوم الخميس وهو يقول لي تابع موضوع العبارة وأهل فرسان المحاصرين في البحر هو أستاذي الكريم محمد صالح يماني الذي تشهد له القرية والمآذن وتعرفه الأرض التي كان يحبها ويكتب من أجلها ويذكره زميلي وصديقي الأستاذ حاتم الزهراني المسؤول في الرأي في هذه الجريدة من خلال كتاباته لفرسان التي أجزم أن آخرها كانت منه لمقام والدنا الحبيب وملكنا الغالي أبي متعب شرح فيها معاناة الفرسانيين مع العبارة التي عادت إلى جدة لكثرة أعطالها وهي ما تزال حديثة الوصول وعمرها لا يزيد عن نصف عام وكان ثمنها الباهظ الذي دفعته الدولة مشكورة لتمنح الفرسانيين منها وسيلة سفر آمنة هو أكثر ما يؤلمه، مات هذا الرجل الذي علمني صغيرا أبجديات اللغة وإنسانية التعامل مصرا على أن يودعني يوم الخميس بدرس أخير في الوطنية ليموت وكله يذكر الله وكل نبرة من صوته تحمل بينها ملايين الأحاسيس المصرة على أن تمنح الأحياء دروسا في الوطنية . • بكل الحزن كانت الخاتمة الأنيقة لمواطن أحب وطنه وأخلص له فكانت النهاية جميلة برغم الحزن الذي يلفنا وتحمله لنا كلمة الموت وتبعاتها هذه الكلمة التي أهابها أنا واكره عالمها عالم الصمت والسكون فماذا عساني اكتب اليوم والحزن سيني وضادي لكن دافعي هو الوطن والصورة الجميلة هي العزاء الحقيقي الذي يجفف الدمع هذه الصورة التي يعشقها الشرفاء الذين يحملون في جيناتهم شرف المواطنة التي ترفض أن يمس الشر قداسة الحبة من الرمل وهي الفطرة السوية التي ينتزعها الظلاميون من أجساد الضحايا ويحولونهم بعدها أعداء يموتون ملعونين لأنهم قبلوا أن يكونوا أدوات الشر فيخسرون الحياة والآخرة ذلك لأن المواطنة الصادقة فخر وكرامة هذه الكلمة هي ذات الكلمة التي أمرتني ارسم اليوم هذا الاسم ليكون الطلقة في صدور الأشرار ويعلق الصورة التي تحفل بالفخر وروعة الولاء لمواطن عاش حياته يحب وطنه وقضى نصف عمره يعلم الأجيال حب الوطن ونصفه الباقي لم يكن له بل كان لله من اجل المساكين من خلال عمله في الجمعيات الخيرية ولأنه كان صادقا مع وطنه كان يكره الفساد ويحاربه بطريقته ولأن الله كريم كانت الخاتمة روحا مغسولة بالطهارة وكانت الرحلة إلى الرحمن وهو يغسل مرفقيه ليصلي فجر يوم الجمعة . • خاتمة الهمزة هي مني لوطني ومدرستي وكل تلاميذ ابي خالد وزملائه ومحبيه ولزوجته وبناته وأبنائه العزاء في رجل علم الأجيال الفضيلة ولأن ما يحزنني ليس الموت وحده بل في هيئة الوداع الذي كان على عجل ولو كنت أعلم أنه سيموت لو دعته وداعا يليق بفارس ولا حول ولا قوة الا بالله.. هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]