لم يفرّق أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بين أبنائه و أبناء الشهداء الذين استشهدوا في ميادين الشرف والوفاء وضحوا بأرواحهم الطاهرة دفاعا عن ثرى الوطن .. ليظهر لنا سموه الكريم صورة أبوية دائما ما نشاهدها ونلمسها في رعايته واهتمامه حفظه الله لجميع التسهيلات التي تخفف على أسرة الشهيد هول الفاجعة والفقد ليؤكد أن أبناء الشهداء هم أبناؤه وأن الدولة الرشيدة أخذت على عاتقها تقديم ما يستحقون من عناية واهتمام . كما هو الحال مع رجل من أبناء هذا الوطن الغالي قدم روحه فداء لأمن الوطن وهو الشهيد النقيب ظافر بن عبدالله النفيعي رحمه الله والذي استشهد في مواجهة المطلوب وليد الردادي وهو يطلق النار بعشوائية على المارة والمتجمهرين في الموقع وفي نيته الانتحار وتفجير نفسه لإصابة اكبر عدد ممكن من رجال الأمن البواسل. ولكن حرص الشهيد النفيعي على سلامة المتواجدين في الموقع اثر المواجهة المباشرة مع المطلوب ليمطره الردادي بوابل من رصاص الغدر ويرديه قتيلا لينال شرف الشهادة في الذود عن وطنه ويكتب مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا . ويترك أبناءه عبدالله 6سنوات وغلا 7سنوات ومحمد3سنوات في رعاية والدهم الثاني نايف بن عبد العزيز. وفي لقاء مع زوجة الشهيد النفيعي أم عبدالله جددت شكرها للقيادة الكريمة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وهما اللذان خفّفا من أوجاع الأسرة وأوجاع كل أسرة سقط لها شهيد على أرض الوطن وسالت دماؤه على ترابه الطاهر. وأوضحت أم عبدالله أن استشهاد زوجها ما هو إلا بطولة سجلها في الميدان وكتبها التاريخ بدمه الذي نزف. بفعل العمل الإرهابي المقيت الذي نفذه احد أبناء الوطن المضلّلين والمغرّر بهم والذي لقي حتفه على غير هدي وتوبة. ثم عادت أم عبدالله بذاكرتها إلى يوم مقتل أبي عبدالله الشهيد ظافر النفيعي. وقالت: كانت مهماته متكررة خارج المدينةالمنورة وفي آخر مهمة اتصل على جوالي ليخبرني انه وصل للمدينة المنورة وأنه سيتأخر إلى الساعة الثالثة فجرا وعند وصوله إلى المنزل احتضنني بحرارة وكنت انفض عنه تراب السفر وآثار الغبار ثم اتجه إلى غرفة الأولاد وقبّلهم وهم نائمون ثم قام بالاستحمام سريعا ووضع العطر وصلى ركعتين وآخر كلمات قالها لي عند خروجه من باب المنزل أوصيك على الأولاد ولا تنسيني من دعائك يا أم عبدالله وطلبت منه أن يبقى بعيدا عن المواجهة فبدا عليه الضيق من كلامي وقال يا أم عبدالله لقد أقسمت ووضعت يدي على كتاب الله بان أدافع عن وطني واخدمه بإخلاص وأضحي من أجله بكل غالٍ. وتريدين مني أن أكون خلف المواجهات!! ثم ودعني وذهب. وقتها خالجني شعور بعدم عودته وزاد شعوري عندما لمحت سترته الواقية من الرصاص وقد نسيها معلقة في الغرفة . وفي الساعة الثامنة صباحا جاءني خبر استشهاده كالصاعقة ليخيم الحزن على المكان وبدأت مشاعر الغليان تأكل في نفسي نقمة على الإرهاب ومن منحه الهوية الضالة وتمنيت لحظتها أن املك سلاحا أوجهه لقوى الشر والفتنة . وأكدت أم عبدالله أن هذه الرغبة مزروعة في عقول صغارها وسوف يحققها ابنها عبدالله الذي لا يبرح مكانه بغير مسدسه اللعبة ويشهره في الهواء مهددا سوف اقتل من قتل أبي وأحارب الإرهابيين. ثم ينام وهو يحضن بدلته العسكرية حلمه إلى محاربة الإرهاب ومن اتصل به .اسأل الله أن يحقق أمنيته ويصبح من رجال الأمن البواسل ويقف في ميدان الوطن كما وقف والده مثله الأعلى من قبل .