وعن الاتهامات الموجهة للجان المناصحة يؤكد الوادعي أن من ينتقدوهم يفعلون ذلك دون أن يكلفوا أنفسهم معرفة طبيعة عملهم، ويقول: هؤلاء لا يعرفون شيئا عن المناصحة ودورها وبرامجها وما تقوم به ، وكنا نود منهم أن يتعرفوا على ما تقوم به لجان المناصحة أولاً ثم يحكموا عليها ، ونحن نقبل النقد والتقييم والمراجعة شريطة أن تكون على علم ودراية ، لجان المناصحة تنطلق من المنهج الشرعي والهداية من عند الله ، وتوفيق منه ، ودورنا إرشادي وتوعوي ، نحن نبين لشباب غرر بهم وضلوا عن سبل الحق والرشاد بالقرآن والسنة ونكشف لهم حقيقة ما التبس عليهم، هذا دورنا. ويمضي الوادعي قائلاً: نحن راضون عن عملنا، انظر إلى عدد الذين عادوا إلى الطريق الصحيح ، وكم عدد من صححت أفكارهم وأعلنوا التوبة والندم وانخرطوا في المجتمع وطلقوا العنف، وكم نسبة المفرج عنهم بعد مناصحتهم وتقبلهم واعترافهم بالخطأ. قد يكون هناك من انتكس مرة أخرى بعد المناصحة وعاد لاعتناق الفكر الضال من جديد، ولكن كم عدد هؤلاء وما نسبتهم؟ هؤلاء لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة جدا وعدد الذين غرر بهم ثانية محدود جدا. بعضهم قد يكون مشحوناً نفسياً أحد الموقوفين شتمنا في الجلسة الأولى واحتضننا في الجلسة الثانية!! وعن المواقف التي لا زالت عالقة بذهنه من خلال عمله في لجان المناصحة يقول الوادعي: المواقف كثيرة، منها أن احد الموقوفين دخل على اللجنة غاضبا، يسب ويكفر ويصب جام غضبه على المجتمع كله، تركناه يقول ما يريد حتى نهاية الجلسة، وعندما انتهى من كل ما يريد قوله، قلت له: لنفرض انك صادق في قولك 99%، أعطني نسبة مصداقية 1% فقط ، ولكن توقع أن نسبة المصداقية ال99% لديك قد تكون خطأ ، وان نسبة ال1% لدي قد تكون هي الصحيحة ، الرجاء أن تعود إلى نفسك وتفكر مرة أخرى ، بل مرات عديدة ، فقد يكون في المناصحة واللقاء معنا فيه الخير لك ولدينك ولأهلك ومجتمعك كله. وإذا قررت الرجوع الرجاء أن تحترم الجلسة ونلتزم جميعا بأدب الحوار، وألا تسيء للجنة المناصحة فهم لم يسيئوا لك ، كما ارجو أن تعقد هدنة مع من أسأت لهم غيرنا. وقدر الله أن يأتي هذا الشخص مرة أخرى ويقبل الحوار ، وقال لي: لقد رأيت رؤيا وحسب كلامه كأن على عينيه رمد، فكان يجعله لا يرى بصورة واضحة، وعندما جلاه تغيرت الرؤية لديه، وهنا طلب إعادة المناصحة، وكانت البادرة منه. في الجلسة الأولى كان يؤكد أنه لم يأت للاستماع والحوار، بل جاء ليقول رأيه، وجاء في الجلسة الثانية وكان وجهه متغيراً تماماً وقام باحتضاني والسلام على أعضاء اللجنة مرحباً بنا ونحن كذلك رحبنا به، وعندما بدأنا الحوار معه أعطيناه قلما وأوراقا وقلنا له سجل كل ما تريده من أفكار وملاحظات، وما لديك من شبهات على الدولة وعلى العلماء ، وبدأنا نناقشه بأسلوب علمي هادئ وهو يطرح كل ما لديه، فكان هو الذي يسقط الشبهات بنفسه ويقول هذه ناقشناها ورددنا عليها، وبقيت شبهة واحدة لديه قال: إن هذه مأخوذة من أحد العلماء. فقلنا له: هل هذا العالم معصوم، ورأي الجمهور خطأ؟ فاقتنع، وعرفنا منه أنه كان لا يسمح لنفسه بالاتصال بوالدته، ويرفض أن تزوره هي أو زوجته، ويرفض الخلوة الشرعية بزوجته، وبدأ يتغير ويود أهله وأسرته ويتصل بهم ويسأل عنهم.