شاهدت مؤخراً على اليوتيوب خطبة عصماء لأحد كبار المختصين في علوم الأدوية يتحدث عن دوره السابق المشبوه في شراء ذمم مسئولين صحيين كبار لتمرير السماح بترويج أدوية نفسية ذات آثار جانبية خطيرة على صحة الإنسان. المحاضر ذكر اسم الشركة واسم الدواء واسم الدولة المعروف عنها احتلالها لمراكز متقدمة جداً في سلم الشفافية الدولية. المحاضر أكد أن شركات الأدوية العملاقة حريصة على أرصدتها أكثر من حرصها على صحة متناولي أدويتها، ولذا فهي تتمتع بنفوذ قوي جداً، وصل على حسب تعبيره إلى التأكيد بأن (شركات الأدوية تنام مع الحكومات في غرفة واحدة)، كما سخر من اعتقاد البعض أن (كل) الأطباء لا يصرفون الدواء إلا عن ثقة وعلم، بل هم في رأي سعادته مهتمون بجيوبهم أكثر من اهتمامهم بمرضاهم. ومع مرور الوقت تنكشف أحياناً بعض المواقف الفريدة التي تدعم أقوال الدكتور أعلاه، فتصيبك بحسرة وألم أو بخوف وهلع. خذوا مثال الحبوب الزرقاء المسماة (فياجرا) تيمناً بشلالات نياجرا القوية التدفق العظيمة الدفع. هي حبوب ربما خفت بريقها اليوم، لكن الطلب عليها لم يخفت ولا أظنه سيخفت في القريب الآجل. طبعاً للفياغرا أعاجيبه، لكن لشركات الدواء أعاجيب أكثر، فآخر صيحات كشف تأثيرات الفياغرا مادة أسموها (كفشتو) أي (صدته) بالفعلة السوداء، وفضحته متلبسا بجرم الخيانة الزوجية. المستحضر عبارة عن سائل شفاف تُوضع منه نقطة في شراب أو ماء، فإذا فاحت من الزوج نكهة البخور فهو قد مارس محرماً والعياذ بالله استنادا إلى تفاعلات بيولوجية ناشئة عن تناقص مخزون ماء الرجل. وتكلف زجاجة هذا المستحضر 67 دولاراً وبيعت منه في إحدى دول الخليج كميات كبيرة، فهو بالنسبة لكثير من (الستات) مؤشر لمدى الأمانة أو الخيانة. ويُقال أيضاً أن الشركة تسابق الزمن لتحضير مؤشر خاص بالنساء، أي يريدون أن يقلبوا البيوت الآمنة إلى أوكار للتجسس على ممارسات الزوج والزوجة، ولتنقلب الحياة القائمة على المحبة والثقة إلى حياة مزروعة بالشك والريبة واتهام الآخر على طول. ومش هي آخر مرة هذه الدنيا.. كله بزنس في بزنس.. [email protected]