*لا يشعر بالخزي والعار والذل والقهر والألم والندم والحسرة اليوم إلا العربي الحر ذو الفكر النير والقلب الطاهر والعقيدة السليمة خصوصاً وهو يرى ويشاهد رصاصة من يد العدو تستقر في رأس أو جوف طفل أو شيخ أو امرأة أو رجل شاب لم يكن يواجه قذائف العدو الإسرائيلي إلا بالحجارة!!. * الفرق شاسع جداً بما يظهر للعين المجردة إلا أن المعادلة متقاربة فالطفل والشاب يحملان حجراً فقط ولكن القلب يغلي ويندفع بقوة وعدة جيش متكامل، بينما الجندي الصهيوني متدرع بالدروع والخوذة الواقية ووسط دبابة مدرعة وممسك برشاش مصوب.. ولكن قلبه أخف وأضعف من رعشة عصفور مريض منهك ومبتل في مهب الريح.. * إن المشهد الفلسطيني على أرض المحشر والمنشر ليس بالهين ولا يمكن تجاهله أو تناسيه إنها أحداث تدق في ضمائرنا وتدمي قلوبنا.. ولكن أين صدى وتأثير هذه المآسي المشاهدة أين أحفاد العبد الصالح والقائد الإسلامي الهمام صلاح الدين الأيوبي رحمه الله رحمة واسعة الذي حرر القدس من الاحتلال الصليبي، يتبع هذا المجد ما سطره التاريخ من اتفاق عدد من كبار القادة العرب في العقد الأخير من القرن الهجري الماضي، لاستعادة الأقصى واسترداد كرامة الأمة وعلى رأسهم الفيصل وأمنية غالية ومطلب ملح كان يراود الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله تعالى ليتحقق له صلاة في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين قبل الممات، هذا الرجل الذي وقف وتصدى للغرب وقطع عنهم إمدادنا لهم بالبترول لأنهم يقفون ويساندون إسرائيل ضد أمتنا مستهترين بالحق العربي الإسلامي، ثم مات شهيداً هذا الفيصل بين الحق وبين الباطل ليسجل له التاريخ بكل اعتزاز للمسلم المجاهد اسمه رحمه الله في سجل شهداء قادة الامة الذي ابتدأ بقتل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه غيلة واغتيالاً، وما هؤلاء الأبطال بميتون بل أحياء عند ربهم يرزقون، كما جاء في كتاب الله تعالى. * إن أمجادنا عظيمة عريقة فمن يعيدها إلى حياض الأمة العربية والإسلامية؟ فإسرائيل بجحة سفيهة همجية متغطرسة، لا تفهم ولا تعي إلا بلغة واحدة وهي سفك الدماء والإبادة، لأنها تعلم جيداً أن ما أخذته غصباً سوف يعود لأهله عاجلاً أو آجلا فهي تريد أن تقضي على الجميع ليأمن خوفها!! وهي لا يثمر بها معروف أو فضل أو عمل إلى سلام!! فعنجهيتها لا تبقي ولا تذر حتى مع حلفائها وكل من ساندها ومن هي (بحاجتهم) لأن هدفها الإبادة حتى أن رأت طفلاً قتلته مخافة أن يشب هذا الطفل فيكون هو صلاح الدين الأيوبي. * إن هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي لا يعالجه ولا يوقفه إلا (دق الرقاب) الموت المحقق لعدو شرس أصبحت مقاصده وأهدافه، بل وعمله وما يسعى إليه جهارا وبشكل سافر القضاء على الإسلام والمسلمين دون تردد أو مهاودة، رافضا حتى مضيعة الوقت في (لعبة) تسمى مفاوضات السلام!!. * إن الأمتين العربية والإسلامية اليوم تقفان في مواجهة حاسمة أمام العدو الصهيوني لمنع هدم الأقصى الشريف مع بقية المقدسات بفلسطين فعليهم النظر للقضية على حقيقتها فهي قضية إسلامية لا تختصر على الشعب الفلسطيني، والحكومة المشتتة أو السلطة الفاشلة الخاسرة المتنازعة! فالتحدي صاخب بذيء متعالٍ.. مدعم ومتمكن من منطق ومنطلق (قوة) فهل يفل الحديد إلا الحديد. من هنا يقول الواقع المشاهد مما يشاهد ويلمس من طغيان اليهود أنه لم يعد من خيار أمام (قادة العرب) إن كان ستعقد لهم قمة في ليبيا إلا التعبئة العامة والاستعداد التام للدول والشعوب إذ لن يجدي الحبر والورق نفعاً إن كانت المواجهة والفاصل الحاسم (القوة) قال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..) الآية، وحين يذوق العدو نار قوتنا سوف يلين الحديد!!.