هذه مشكلة تتكرر باستمرار منها ما يظهر على صفحات الصحف، ومنها ما ينتظر. ومن هذه الفواجع الإنسانية ما نشرته الرياض (9 مارس) عن المواطن/ أحمد العقيلي الذي يعيش في القنفذة مع زوجته وأولاده السبعة (ذكوراً وإناثاً). مشكلة أحمد الأساسية قديمة وقع فيها بسبب الجهل أولاً ثم الفقر ثانياً، فقد أقدم على الزواج منذ زمن ليس بالقريب من فتاة يمنية الجنسية دون إذن رسمي، فالجهل كان آنذاك سيد الأحكام ودليل القرارات. ولكن هل من العدل أن يتحمل الأبناء هذا الخطأ الفاحش طيلة أعمارهم، فلا تعليم ولا تطبيب ولا توظيف، مع أن الفارق الوحيد هو (التصريح) أو (الإذن) الرسمي. نحن اليوم، ومن منطلق إنساني بحت، نحاول رعاية أبناء وبنات السعوديين في الخارج ممن تزوجوا من أجنبيات (دون إذن غالبا)، ثم أنجبوا وهربوا تاركين وراءهم صغاراً ظُلموا، ومن حقوقهم حُرموا، فلا هم إلى هؤلاء في بلد الزوجة، ولا إلى أولئك في بلد الزوج هنا في المملكة. وعليه فقضية أحمد وأمثاله أولى بالرعاية والعناية، فهؤلاء الأبناء بين أظهرنا أصلاً، ولا حاجة لإنفاق مال أو ترتيب زيارات أو رفع دعاوى إثبات نسب وغيره. أحمد من ربعنا، وأبناؤه من صلبه وُلدوا في هذه الأرض الطيبة، أفلا يؤلمنا جميعاً حرمانهم من التعليم حتى بلغت إحداهن 13 عاماً، وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، بل لا تحمل ما يثبت لها اسماً أو نسباً. خطأ ارتكبه الأب جهلاً أو عمداً، فما ذنب الذرية البريئة، إنها دعوة للمسؤول الأول سمو الأمير نايف الوزير الحكيم والرجل الرحيم للتجاوز عن هذا (الجاهل) وأمثاله. هي دعوة للإحسان إليهم والتكرم بالصفح عنهم كي لا تضيع الذرية التي لم يكن لها في القضية عير ولا نفير. ربما حانت ساعة البحث عن حل دائم لهذه المعضلة بما يحقق الهدف الأسمى من رعاية الدولة لمواطنيها والاحتفاء بهم والتجاوز عن سيئاتهم طالما لم يفسدوا في الأرض ولم يغتصبوا حقاً ولم يرتكبوا جناية. هؤلاء لم يظلموا أنفسهم فحسب، وإنما ظلموا ذرية ضعفاء يستحقون منا أكثر وأكثر! [email protected]