طالبت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط امس إسرائيل بتجميد كافة الأعمال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ادانت إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. وأعربت اللجنة عن أملها في أن تؤدي المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في الشرق الأوسط إلى «تسوية» في غضون 24 شهراً، حسبما أفاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إثر اجتماع اللجنة بموسكو.من جهتها رحبت السلطة الفلسطينية ببيان اللجنة الرباعية الدولية، معبرة عن أملها في تحويله إلى «آليات تلزم إسرائيل على الأرض» بوقف الاستيطان. وفيما اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان البيان "مهم جدا والاهم ان تلتزم به اسرائيل". واضاف في بيان رسمي ان "أساس المشكلة هي الاستيطان وبالذات في القدس لأن القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض أن تلتزم إسرائيل أولاً ببيان الرباعية ولكن في الأساس يجب أن تلتزم بخطة خارطة الطريق فإذا التزمت تكون هذه الخطوة جيدة.ورفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان دعوة «الرباعية الدولية» الى وقف الاستيطان، معتبرا ان هذا الموقف "يؤدي الى تضاؤل فرص السلام" مع الفلسطينيين، بحسب ما قال المتحدث باسمه. الى ذلك قال مسؤولو أمن في حركة حماس وشهود إن طائرات حربية اسرائيلية قصفت ستة أهداف على الاقل في قطاع غزة في وقت مبكر من امس الجمعة بعد ساعات من إطلاق صاروخ من القطاع أسفر عن مقتل عامل تايلاندي في اسرائيل، واصيب مدنيان بجروح في احدى ثلاث غارات شنت على انفاق للتهريب على الحدود بين القطاع ومصر. والاهداف الثلاثة الاخرى كانت منطقتين مكشوفتين في خان يونس وورشة للحدادة قرب مدينة غزة.وأكد متحدث عسكري اسرائيلي ان الغارات استهدفت ستة مواقع من بينها نفقان تم حفرهما قرب السور الحدودي الاسرائيلي وموقع لتصنيع الاسلحة. واضاف ان المواقع المستهدفة لحقت بها "إصابات مباشرة".وقدمت اسرائيل ايضا شكوى إلى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي من المنتظر ان يزور المنطقة في مطلع الاسبوع القادم وإلى مجلس الامن التابع للمنظمة الدولية.وتزامن ذلك مع مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الخليل بجنوب الضفة الغربيةالمحتلة وذلك اثر صلاة الجمعة. وتجمع نحو 300 متظاهر تلبية لدعوة حركة (حماس) في شطر مدينة الذي يخضع للسيطرة الاسرائيلية احتجاجا على استمرار الاستيطان اليهودي في القدسالشرقيةالمحتلة. واطلق المتظاهرون هتافات تدعو الى الاستشهاد من اجل القدس. ورشق عشرات من الشبان الجنود الاسرائيليين بالحجارة، فرد هؤلاء بالقاء قنابل الغاز المسيل للدموع. في المقابل، ساد الهدوء الجمعة احياء القدسالشرقية التي شهدت انتشارا كثيفا للشرطة الاسرائيلية. ووضعت الشرطة الاسرائيلية مجددا في حال استنفار ومنعت الفلسطينيين دون الخمسين عاما من اداء صلاة الجمعة في باحة المسجد الاقصى. من ناحية اخرى أظهر استطلاع للرأي ان غالبية الإسرائيليين ينظرون بإيجابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما رغم الخلاف الحالي بسبب أعمال البناء في القدسالشرقية. وكشف المسح الذي أعده معهد الحوار بتكليف من صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية أن غالبية الإسرائيليين متمسكون بضرورة أن تواصل بلادهم البناء في القدسالشرقيةالمحتلة حتى لو كان ذلك مقابل حدوث خلاف مع واشنطن. وذكر المسح أن حوالى 51% يعتقدون أن موقف أوباما تجاه إسرائيل "مناسب تماما" بينما رأى 18% أنه "ودي". وأضاف المسح إن 21% ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون موقف أوباما "عدائيا" تجاه إسرائيل بينما امتنعت نسبة ال10% الباقية عن التصويت في المسح.