تؤكد اسرائيل يوما بعد الآخر عدم انصياعها لإرادة المجتمع الدولى فى ما يخص استحقاقات السلام وسعيها لاستدامة الاستيطان والتوسع فيه مع الانكار والتجاهل التام لحقوق الفلسطينيين فى الدولة والهوية مع جلائها التام عن كل الاراضى العربية المحتلة وفقا لخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية والقرارات الدولية . واذا كانت الرباعية الدولية قد رفضت بشكل جلي فى اجتماعها امس بموسكو الخطط الاسرائيلية لبناء مستوطنة يهودية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة ودعت تل ابيب إلى تجميد جميع أنشطتها الاستيطانية ونادت بتسوية فى غضون 24شهرا لتحقيق السلام كواقع على الارض فإن ادارة اوباما نهجت ذاتى النهج بعد ان بلغ الغي الاسرائيلى اشده ووصل الامر بإسرائيل الى توجيه الاهانات عبر الاصرار على الاستيطان وتحدى واشنطن اعتمادا على اللوبى الصهيونى فى العاصمة الامريكية الذى يمالئ اسرائيل ويدعمها فى عدوانها وصلفها وغرورها ووفق المشهد الراهن فإن العرب مطالبون باستثمار هذه الرياح الهابة فى صالح قضيتهم المركزية بفتح التواصل مع القوى الفاعلة والمؤثرة مثل امريكا والاتحاد الاوروبى والصين لتشديد الضغط على الكيان المحتل من اجل الانصياع للقرارات الدولية والتأثير على الاحداث لا انتظار مواقف الآخرين. ويتبع ذلك بالضرورة ايجاد حل عاجل وناجع للخلاف والشقاق داخل البيت الفلسطينى وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وصولا الى حكومة وحدة وطنية ومصالحة حقيقية تبتعد تماما عن المصالح الشخصية والاهواء ويقود هذا الى الاصطفاف الفلسطينى حول القضية المركزية والذى يقطع الطريق اما المحتل لتنفيذ مخططاته الاجرامية سواء تجاه الاقصى او القدس وهويتها الاسلامية او الخليل. وعلى العرب الانتباه الى ما يمكن ان تدبره اسرائيل من مكائد للانفلات من هذا الطوق الدولى المحكم حول عنقها بإحداث زوبعة هنا او هناك لصرف النظر عن الموقف الدولى الراسخ تجاهها واشغال العالم وهى ضليعة فى مثل هذه الاشياء .لقد بين العالم موقفه والمطلوب نقل هذا الامر الى قاعات مجلس الامن والامم المتحدة ليتم التعامل مع اسرائيل وفق نصوص البند السابع كدولة خارجة على القانون وما يتبع ذلك من اجراءات حتى ترضخ للقرارات الدولية ،والمسألة ليست ببعيدة اذا التف العرب حول قضيتهم بجدية واستخدموا آليات فاعلة توصلهم الى الهدف المنشود .